اليقين في تعليم الدين

للصف الخامس الابتدائي

تأليف: أ. أحمد حمزة

أ. فردوس غنايم

إصدار مركز إثراء

وفق المنهج الجديد 2019

صفحات بخط عادي 140-6

الناسخة: سندس حبيب الله

المكتبة المركزية للمكفوفين

وذوي عسر القرائي

تل أبيب اسرائيل 2020

رقم التسلسل: 58854

يمنع نسخ أو نقل النسخة الملائمة معارضة لأوامر قانون تنسيق الاعمال والآداء، والبث للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2014 تشكل خرقًا لحقوق المنتجين.

محتويات الكتاب

الفصل الاول: العَقيدة الإسلاميَّة صفحة 7

الفصل الثاني: القرآن الكَريم صفحة 27

الفصل الثالث: الحَديثُ الشَّريف صفحة 73

الفصل الرابع: الفقه الإسلاميّ العبادات صفحة 92

الفصل الخامس: السِّيرةُ النبويَّة صفحة 119

الفصل السادس: التَّهذيب صفحة 130

الفهرس

الفصل الأوَّل: العقيدة الاسلاميّة صفحة 7

دَرْسُنا الأوَّل: التوابُ والرحيمُ صفحة 8

دَرْسُنا الثاني: من وظائفِ الملائكةِ صفحة 11

دَرْسُنا الثالث: الإيمانُ بالكتب السماويّ صفحة 14

دَرْسُنا الرابع: وظيفةُ الرُّسل صفحة 17

دَرْسُنا الخامس: الإيمانُ يزيدُ وينقُص صفحة 21

دَرْسُنا السادس: محبةُ الله تعالى صفحة 24

الفصل الثاني: القرآن الكريم صفحة 27

دَرْسُنا الأوَّل: القرآن الكريم صفحة 28

دَرْسُنا الثاني: السُّور المكية والسُّور المدنيَّة صفحة 30

دَرْسُنا الثالث: جَمْع القرآن في عهد عثمان بن عفاّن صفحة 33

دَرْسُنا الرابع: من أحكام التجويد: التَّفخيم والتَّرقيق صفحة 35

دَرْسُنا الخامس: سجود التّلاوة صفحة 38

دَرْسُنا السادس: سورة الواقعة صفحة 40

دَرْسُنا السابع: سورة نوح صفحة 49

دَرْسُنا الثامن: سورة المُدَثِّر صفحة 53

دَرْسُنا التاسع: سورة الجمعة صفحة 57

دَرْسُنا العاشر: آيات الجمعة (للفهم والحفظ غيباً) صفحة 60

دَرْسُنا الحادي عشر: آيات بر الوالدين (للفهم والحفظ غيباً) صفحة 69

دَرْسُنا الثاني عشر: خواتيم سورة الحشر (للفهم والحفظ غيباً) صفحة 70

الفصل الثالث: الحديثُ الشريفُ صفحة 73

دَرْسُنا الأوَّل: الصَّحابة والتّابعون صفحة 74

دَرْسُنا الثاني: دور التّابعين في تدوين الحديثِ صفحة 76

دَرْسُنا الثالث: حديثُ (الإحسان في كل شيءٍ) صفحة 78

دَرْسُنا الرابع: حديثُ "تغيير المُنْكَرِ" صفحة 81

دَرْسُنا الخامس: حديثُ "فَضْلِ الذِّكْرِ" صفحة 84

دَرْسُنا السادس: "حديثُ المؤمنِ القويّ" صفحة 86

دَرْسُنا السابع: "حديثُ تنفيس الكُرباتِ عن المؤمنِ" صفحة 89

الفصل الرابع: الفقه العبادات صفحة 92

دَرْسُنا الأول: آدابُ الوضوءِ صفحة 93

دَرْسُنا الثاني: التَّيَمُّم صفحة 97

دَرْسُنا الثالث: المسحُ على الخُفّين والجَبيرةِ صفحة 100

دَرْسُنا الرابع: صلاة الجُمعةِ صفحة 104

دَرْسُنا الخامس: الصوم وآدابُه صفحة 107

دَرْسُنا السادس: صلاة العيدينِ صفحة 110

دَرْسُنا السابع: الأُضحيَةُ صفحة 113

دَرْسُنا الثامن: زكاة الزّرعِ وَالأَنعامِ صفحة 115

الفصل الخامس: السِّيرةُ النَّبَوِيَّةُ صفحة 119

دَرْسُنا الأول: الدّعوة الجهريّةُ صفحة 120

دَرْسُنا الثاني: إيذاءُ النّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) وأًصحابهِ صفحة 122

دَرْسُنا الثالث: إسلامُ عمر بنِ الخطّابِ (رضي الله عنه) صفحة 124

دَرْسُنا الرابع: الهجرةُ إلى الحَبَشَةِ صفحة 127

الفصل السادس: التهذيبُ صفحة 130

دَرْسُنا الأول: مَكانَةُ المَسْجد صفحة 131

دَرْسُنا الثاني: الصُّحْبةُ الطيِّبةُ صفحة 134

دَرْسُنا الثالث: الحِلْمُ والعَفوُ من آداب المُسْلِمِ صفحة 136

دَرْسُنا الرابع: صِلَة الرَّحم صفحة 139


*6*

الفَصلُ الأَوَّلُ: العقيدةَ الإِسلاميةُ


*6*


*7*

دَرْسُنا الأوَّل: التوابُ والرحيمُ صفحة 8

دَرْسُنا الثاني: من وظائفِ الملائكةِ صفحة 11

دَرْسُنا الثالث: الإيمانُ بالكتب السماويّ صفحة 14

دَرْسُنا الرابع: وظيفةُ الرُّسل صفحة 17

دَرْسُنا الخامس: الإيمانُ يزيدُ وينقُص صفحة 21

دَرْسُنا السادس: محبةُ الله تعالى صفحة 24


*8*

التواب الرحيم

إنَّ الإيمانَ بالله تعَالى هو الأهمُ بين أرّكانِ الإيمانِ كُلها، حيثُ تترَتبُ عليهِ باقي العبادات. فالله واحِدٌ في ذاته وأسمائهِ وصِفاتِهِ، وَلَيْسَ كمثلِهِ شيءٌ ولا يشبهه أحدٌ في صفاتِهِ وأسمائِهِ وافعالِهِ، صاحبُ الكمالِ ولا يشركُ في حكمهِ أحداً.

ومن أسماءِ اللهِ وصفاتِهِ والتي يستشعرُها العبد في كل حين، والتي تفرد بها الله عزَّ وجلَّ:

التَّوابُ الرحيمُ.

التَّوابُ:

الله تباركَ وتعالى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ من عبادة، ويغفِرُ كلَّ الذُّنوبِ إلا أن يُشْرَك بِهِ، فالإنسانُ المؤمنُ مهما بَلَغَ مِنَ الذّنوبِ يَعْلَمُ بأنَّ لَهُ ربَّا يقبَلُ توبَتَهُ ويغفرُ ذنبه. يقول النبيُّ (صلى الله عليه وسلم):

(كُلُّ ابن آدم خَطَّاءٌ وخيرُ الخطّائين التوابّون) رواهُ التِّرمِذِيّ.

وقد ورد لفظ التوابِ في القرآن الكريم في الكثير من المواضيع، منها:

قوله تعالى: "أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ". سورة التوبة 104.

وقولهُ: "وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ". سورة النور 10.

وقولهُ كذلك: "فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا". سورة النصر 3


*9*

الرّحيمُ:

قال تعالى: "تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، سورة فُصِّلَت 2

وقال كذلك: "سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ"، سورة يس 58

والرحيمُ هو المتصف بالرحمةِ الخاصةِ التي ينالها المؤمنونَ في الدُنيا والآخرةِ، فقد هداهم إلى توحيدهِ وعبوديتهِ، وأكرمهمْ في الآخرةِ بجنتهِ، ومن عليهم في النعيمِ برؤيتهِ، ورحمةُ اللهِ لا تقتصرُ على المؤمنينَ فقطْ، بل تمتدُ لتشملَ ذريتهم من بعدهم إكراماً لهم.

ومما وردنا من الأدعيةِ أن ندعو باسمهِ الرحيم، إذ صحَّ عن أبي بكرٍ (رضي الله عنهُ) أنه قال للنبي (صلى الله عليه وسلم): "علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: قلِ اللهُمّ إني ظلمتُ نفسي كثيراً وَلاَ يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ، فاغفِر لي مغفرةً من عِندِكَ وَارحمني إنكَ أنت الغفور الرحيم"، رواه البخاري.

فالله عَزَّ وجلَّ رحيم بعبادة المؤمنين، فرحمتُه عَزَّ وجلَّ وسعت كلّ شيءٍ، ومن رحمته تعالى أن يتوبَ علينا ويَغفرَ لَنا ما تقدَّم من ذنبنا. فالله كثير الرَحمة وقدْ خصَّ نفسَهُ بالرّحمة وسمّى نفسَهُ بنفسهِ "الرحيمَ".

وردَ عن أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه)، أن النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) قال: "إنَّ الله عَزَّ وجلَّ يبسط يدهُ بالليلِ ليتوبَ مُسيءُ النهارِ، ويبسطُ يدهُ بالنهارِ ليتوبَ مُسيءُ الليلِ حتى تطلعَ الشّمسُ من مغرِبها)"، رواهُ البخاريّ.

عندما يعزمُ الإنسانُ على التوبةِ يجبُ أنْ يحرصَ كلَّ الحِرصِ على عَدَمِ العَوْدَةِ إلى الذَّنْبِ أوِ المَعصيةِ مُطلقاً، ويدعو اللهَ أنْ يغفرَ لهُ ويسامحَهُ عَمّا مَضى.


*10*

أسئلة التقييم والتقويم

- استخرجوا أيةً قرانيةً تبين أن "التوابَ" مِنْ صفاتِ اللهِ الحُسنى وأسمائِهِ؟ --

- من صفاته تعالى أنَّهُ الرّحيم.

اشرح هذه الصّفة التي اختصّ بها الله عَزَّ وجلَّ؟ --

- يحبُّ اللهُ عبدهُ التائبَ فيتوبُ عليهِ.

ما المقصود بِ (التوبة إلى الله)؟ -

- أُذكروا حديثاً يتضح من خلاله محبةُ اللهِ لعبدهِ التائبِ. -

للعمل البيتيّ

1. يغفرُ اللهُ ذنوبَ العاصين مَهْما كَبُرتْ وَكَثُرَتْ. اشرح علامَ يَدُلُّ هذا؟ --

2. اتصف اللهُ تبارك وتعالى بالكثير من الصفات والأسماءِ. بينوا عشرةَ أسماءٍ منها. --


*11*

من وظائف الملائكةِ

الملائكةُ مخلوقاتٌ نورانيَّة خلقها الله عَزَّ وجلَّ لعابدته، فلا يعصونهُ ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وقد خلقها اللهُ من نورٍ قبل خلقِ الانسانِ، إذ يقول الله تعالى: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينِ) سورة صفحة 71.

والملائكة هي مخلوقاتٌ خلقها الله من نورِ قبل خلقِ الإنسانِ، إذ يقولُ الله تعالى:

ومن الملائكة: جبريل، ميكائيل، اسرافيل، رقيبٌ وعتيد، رضوان، مُنْكَر ونكير، مالك، مَلَك الموت، الكرامُ الكاتبون.


*12*

من وظائفِّ الملائكةِ:

لَقدْ خلق اللهُ تَعالى وحاشَ للهِ أنْ يخلقَ مخلوقاً عَبَثاً إذْ لكلٍّ منْ هذهِ الملائكةِ غايَةٌ وهدفٌ نذكر مِنْها:

- طاعَةُ اللهِ تَعالى: اذ قال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ سورة التحريم 6.

- عبادةُ اللهِ عزَّ وجلَّ: وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ سورة الانبياء 19.

- تسجيلُ أعمالِ وأفعالِ وأقوالِ البشر: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11(.

- حَمْلُ عرشِ الرَّحمن: قال تَعالى: وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ. سورة الحاقة 17.

- قبضُ الأرواحِ: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ. سورة السجدة 11.

للعملِّ البيتي:

ابحثُوا في الموسوعَةِ البيتيَّةِ أوِ الشبكةِ العنكوبيتةِّ عنْ وظائف أخرى للمَلائِكَةِ.


*13*

أسئلةُ التَّقييمِ والتَّقويمِ:

- يعتبرُ الإيمانُ بالملائكةِ واحداً منْ أهمِّ أركانِ الإيمانِ.

مَا مصيرُ مَنْ يُنكرُ هذا الرُّكنَ ولا يؤمِن بِهِ؟ --

- اذْكُروا أربعة مِنْ أعمالِ الملائِكةِ ووظائِفهم الواردةِ في القُرآنِ معْ ذِكرِ الآيةِ لكّلٍ منها. --

- لقدْ خلقَ اللهُ الملائكةِ ثمْ خلقَ بعدَ ذلك الإنسانَ.

أ. اُذكروا دليلاً عَلى أنَّ خلقَ الملائِكَةِ سَبَقَ خلقُ الإنسان. --

ب. اُذكروا فرقاً بينَ الملائكةِ والبَشر. --

- كيفَ يُؤثر برأيكم الإيمانُ بالملائكةِ الكرامِ علَى سلوكيّاتنا وتصّرفاتِنا؟ --


*14*

الإيمانُ بالكتبِ السّماوية

لقدْ نزلتِ الكتبُ السماويةِّ لتحققّ السعادةَ للناسِ في الدّنيا والآخرةِ فهذهِ الكُتبُ السّماويةُ تنيرُ عقلَ المؤمنِ وتفتحُ قلبهُ بالإيمانِ كما أنها تهديِ المخلوق لخالقهِ وتحثهُ عَلَى عبادتهِ وتنشرُ الخيرَ والعدلَ والمحبّة والسّلامَ بينَ الناسِ.

وما يُميزُّ هذهِ الكتب السّماويةِ أنَّ جميعَها تشتَملُ على عقيدةِ التّوحيدِ فكُّلها تقودنا إلى أنَّ اللهَ واحدٌ لاَ شريكَ لهُ وهوَ الوحيدُ الّذي يستحق أن يُعْبَدَ ويُحمدَ ويُشكرَ.

ما هِيَ الكُتبُ السماويةُ؟

لقد دلَّ القرآنُ الكريمُ على نُزولِ الكتبِ معَ الرُّسلِ لقولهِ سبحانهُ وتعالى: لقدْ أرْسَلنا رُسلنا بِالبَّينات وَأنزلنا مَعهُم الكِتابَّ وَالميزانَ سورة الحديد 25 وقالَ أيضاً انَّ الناسُ أمَّة واحدةً فبَعثَ اللهُ النَّبيينَ مُبشرينَ ومُنذرين وَأنزلَ مَعهُم الكِتاب سورة البقرة 213.

ومِنَ الكتبِ السّماويةِ التي أنزلها اللهُ عزَّ وجلَّ القرآنُ الكريمُ الذي نزَلَ على خاتِمِ الانبياءِ والرُسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والّذي حفظهُ اللهُ تعالى علَى مر العُصورِ منَ التزويرِ والتغّير قال تعالى: وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ سورة النحل 89.

أمّا التَوراة فنزَلتْ على سّيدنا مُوسى عليهِ السلام عنْدما أرسلهُ سُبحانهُ وتعالى إلى بني إسْرائيل قالَ تَعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ سورة القصص 43.


*15*

ومِنَ الكتبِ السماويةِّ أيضاً:

- الصُّحُف وقدْ أنزلها الله عزَّ وجلَّ على سيدنا إبراهيم (عليه السلام).

- الإنجيل أنزله الله عزَّ وجلَّ على سيدنا عيسى (عليه السلام).

- الزَّبور أنزله الله عزَّ وجلَّ على داود (عليه السلام).

إنَّ الإيمانُ بنزولِ هذهِ الكتبِ السماويةِّ واجِبٌ كونها رُكناً مهماً منْ أركانِ الإيمان حيثُ يقولُ اللهُ جَّل شأنه: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ سورة البقرة 285.

تعلَّمنا أن:

- الكتبُ السماوية جميعها مصدرها واحد ألا وهو الله عزَّ وجلَّ.

- عَلى المسلمِّ الإيمانُ بهذه الكتب جُمْلَةً والإيمان بالقرآن الكريم جملةً وتفصيلاً.

- الكُتبُ السماويةُ تدعو إلى توحيد اللهِ عزَّ وجلَّ وعدَمِ الإشْراكِ بهِ.

- القرآن الكريم هو الكتاب الوجيد الذي حفظه الله تعالى من التزوير.

- الإيمانُ بالكتبِ السّماويةِ واجبٌ ليكتملَ إيمانُ المؤمِنِ.


*16*

أسئلة التقييمِّ والتَّقويمِ

- مَا المقصودُ بالكُتبِ السّماويِ؟ --

- عَلى مَنْ نزلتِ الكُتبِ السّماويِة؟ --

- مَا الغايةُ من نزول الكتب السماويَة؟ --

- بماذا تميَّزَ القرآنُ الكريمُ عَنْ غيرهِ مِنَ الكُتبِ السّماويةِ؟ --

- مَا المشتركُ بينَّ كُلِّ الكُتبِ السّماويةِّ؟ --

- لِماذا سُميتَّ الكُتبُ السماويةُ بهذّا الإسم؟ --

- مَا هو الواجِبُ علينا كمسلمينَ تِجاهَ هذهِ الكُتُبِ السّماويةِ؟ --

- بيِّنوا ثلاثةَ كُتبٍ سَماويةٍ مُنزلةٍ مَعْ الإشارةِ علَى مَنْ نَزَلتْ؟ --

للعملِ البيتي:

أجروا مُقارنةً بينَ القُرآنِ الكَريمِ وباقي الكُتُبِ السّماويةِّ التَّوراة والإْنجيل واكتُبوا تِلكَ المُقارنةِ في دَفاتركم.


*17*

مِنْ وَظائِفِ الرُّسُل

منْ هُوَ الرّسولُ:

الرَّسول هُوَ النبيُّ المكلّف منَ اللهِ سبحانه عنْ طريقِ جِبْريل عليهِ السلام بتبليغِ شريعتهِ للنّاس والإيمانُ بالرُسلِ منْ أسسِ العقيدةِ الإسلاميةِ حيثُ يجبُ الإيمانُ بجميعهم إيماناً ثابتاً لا يتزعزع دونَ التفريقَ بينَ أيٍ منْهم.

(أمامك رسمٍ استعنْ بالمُعلمِ).


*18*

للبحثِ البيتيِّ:

مَا الفرقُ بينَ الرسولِ والنبيِ؟

والرُسلُ همْ رجالٌ اخْتارهُم اللهُ عزَّ وجلَ لتبليغِ أمرهِ وإعلاءِ كلمتهِ وأيْدهم بمعجزاتٍ لتدلَّ على صدقِ رسالتهم قالَ تَعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ سورة النحلِ سورة النحلِ 36.

لذَا كانَتْ مهمةَ الرّسل دعوة الخلقِ لعبادةِ اللهِ وحدّه فلا يَعبدونَ ولاَ يشركون بهِ أبداً ويبلّغون الرّسالة ويُرشدونَ الخلقَ إلى دربِ الخَيرِ والحَقِ فكانَ الرسل مثلاً أعلى لقومهمِ في الله حيثُ قال تعالى لقدْ كانَ لَكمْ في رسولِّ اللهِ أسوةً حسنةً لِمَنْ كانَ يَرجوا اللهَ وَاليومَ الآخر وذكرَ اللهَ كثيراً سورة الأحزاب 21.


*19*

منْ أهمِّ وظائِف الرُسُلّ:

- تَبليغُ الرّسالة والشريعةُ الرَّبانيةُ: إن تبيلغَ هيَ المهمة الأولى للرّسل وهيَ تقتضي الأمانةُ حيثُ ينبغي أن يٌبلغ الرُسل مَا أنزلَّ إليهم منْ ربِّهم بالتمامِ دونَ تحريفٍ أوْ زيادةٍ أو نقصان قال تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ سورة المائدة 67.

- دعوةُ الناسِ للإيمانِ بأركان الإيمانِ بأكملها باللهِ والملائكةِ والكُتبِّ السّماويةِ والرسل جميعهمُ واليوم الآخرِ والقدرَ خيرهُ وشره.

- هدايةُ الأمةِ إلى الخَيرِ وإنذارُها منَ العذابِّ.

- تربيةُ الناسِ وتهذيبهم: فالرُسلُ كانُوا مربين ومُعلمين ويرشدونَ الخلقَ إلى الحَق والخَير ولَنا في رسولِ اللهِ قدوة حسنةً في أخلاقهِ وأقوالهِ وأفعالهِ يقولُ تعالى: لقد كانَ لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لِمَن كانَ يرجو الله واليوم الآخر وذكرَ اللهَ كَثيراً سورة الاحزاب 21.

- يُبلغونَ كتبَ اللهَ للناسَ كما أنزلتْ عليهم: ويُبينونَ معانيها وفقاً لِمَا أوحيَ إليهم ويُبينونَ كيفَ يستقيمَ الإنسانُ علَى ما أمرَ الله وكيفَ لهُ أن يُرضي ربَّه.

- كانَ الرُسل مُبشرينَّ ومُنذرين: يُبشرونَ الناس برضا الرّحمن وعفوهِ ليفوزا بجنةٍ عرضُها السماوات والأرضِ وينذرونَ الناسَ منْ سخْطِ خالقِهم.


*20*

أسئلةُ التّقييم والتّقويم:

- منْ هُم الرُسلُ؟ --

- ما غايةُ إرسالِ الرُسلِّ إلى الخَلق؟ --

- اذْكروا أسماءَ خمسةِ رُسلٍ تعرفونهم؟ --

- مِنْ وظائفِ الرّسل أنهم كانوا مُبشرينَ ومُنذرين كيفَ ذلك؟ --

- مَا هيَ أهميةُ أن يكونَ الرسولُ قدوةً وأسوةً حسنةً؟ --

- لِمَ عَلينا أن نُؤمِنَّ بجميعِ الرُسُّلِ؟ --

للعملِّ البيتي:

تمَّعنوا في وظائِف الرُسلِّ ثُمَ اكْتبوا: ما هِيَ أهُّمُ وظيفةٍ للرّسلِ عليهم السلام برأيكم ولماذا؟ --


*21*

الإيمانُ يزيدُ أو ينقصُ

إنّ الإيمانَ اعتقادٌ في القلبِ يتبعهُ نطقٌ باللّسانِ الذي يترجمُ إلى الأعمالِ.

قصة وعبرة:

سَأَلَ خالدٌ والده عن سرِّ سعادَةٍ يشعرُ بها في قلبهِ كُلَّما قَرَأَ شيئاً من القرآن الكريم قائلاً له: ما سرُّ هذه السعادة والراحة التي أشعرُ بها يا أبي؟.

أجابَهُ أبوهُ: هنيئاً لك هذا يا بُنَيّ، هذه سعادة منبعها من القلب، أَلَمْ تسمعْ قوله تعالى: إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياتُهُ زادَتهم إيماناً سورة الأنفال 2.

فَسَأَلَ خالدٌ: أيزيدُ الإيماَنُ وينقَصُ يا أبي؟

أَجابَ الأبُ: طبعاً يا سامر، بالطاعة والتقرُّبِ من الله يزيد إيمانك، وينقصُ بإتِّباعك للمعاصي والشهوات وما نهانا عنه الله عزَّ وجلَّ.

قالَ تعالى: والذينَ اهتدوا زادهم هُدىً وآتاهم تقواهم سورة محمد 17.

شكراً لكَ يا أبتِ، أسألُ الله أن يجعل ايماننا دائماً في ربحٍ وزيادةٍ.

أدلةٌ مِنَ القُرآنِ الكريم على زيادةِ الإيمانِ:

- يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: وَإذا مَا أنزلتُ سورةَ فمنهُم مَنْ يَقولُ أيُكم زادَتهُ هذهِ إيماناً فأمَّا الذينَ آمنوا فزادتهم إيماناً وهُمْ يستبشرون سورة التوبة 124.

- ويقولُ كذلك: ويزدادُ الذينَ آمنوا إيماناً: سورة المدّثر 31.

- ويقولُ أيضاً: هُوَ الذّي أنزلَ السَّكينةَ في قلوبِ المُؤمنينَ ليزْدادوا إيماناً مَعَ إيمانِهم سورة الفتحِ 4.


*22*

للعمَلِ الجماعي:

هنالك الكثيرُ مِنَ الأعمالِ منْ شأنها أنْ تَزيدَ من إيمانِ كُلٍ مِنّا.

اكْتبوا خمسةَ أعمالٍ ترونَ أنّها تزيدُ منْ إيمانٍ العبدِ والمؤمن. --

تعلّمنا واكتشفنا:

- الإيمانُ هوَ ما وفرَ في قلبِ الإنسانِ ونطقَ بهِ اللِسانُ وعَمِلتْ الجوارحُ عَلى تطبيقهِ.

- هُنالك مِنَ الأمورِ ما تَزيدُ من إيمانِ الإنسانِ وهناك ما ينقصُ هذا الإيمان.

- على الفَردِ أنْ يَسعى دوماً ليجعلَ إيمانهُ في زيادةٍ.

- التأملُ والتفكرُ فيما خلقَ اللهُ يزيدُ منْ إيمانِ العِبادِ يقولُ تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ سورة آل عمران.

- القربُ منَ اللهِ عزَّ وجلَّ وطاعتهِ وتركِ المعاصي كفيلةٌ بزيادةِ إيمانِ المرءِ انطلاقاً منْ قولهِ تَعالى: وّالذينَ اهْتَدوا زادهُم هُدى وءاتاهمُ تقواهُم سورة محمدٍ 17.


*23*

أسئلةُ التقييمِ والتّقويم:

- أوردوا دليلاً منَ القرآنِ الكريمِ يُبينُ زيادةَ الإيمانِ ونقصانهِ؟ --

- كيفَ يتأثرُ سلوكُ الفردِ عندما يدركُ بأّن الإيمانَ يزيدُ وينقصُ؟ --

- ما سِرُ السّعادةِ التي يشعر بها خالدٌ عندَ تلاوةِ القرآن برأيكم؟ --

- عددِّوا ثلاثةَ أمورٍ منْ شأنها أنْ تَزيدَ منْ إيمانِ المُؤمنِ؟ --

- اشْرحوا بكلماتكم مضمونَ الآيةِ الكريمة: إنّما المُؤمنونَ الذينَ إذا ذكرَ اللهُ وجلتْ قلوبهُم وإذا تُليت عليهم أياتهُ زادتهُم إيماناً وعلىَ ربْهم يتَوكلون سورة الأن

فال 2 بالإمكان الاستعانة بكتبِ التفسير.


*24*

محبةُ اللهِ تعالى

لا تَستقيم حياة أي مسلمٍ صادقٍ في الإيمانَ دون أن يكون مُحباً للهِ تعالى ويجبُ أن تظهرَ هذهِ المحبة سلوكياتِ المُسلمِ وتصرفاتهِ وتنعكسُ على حياتهِ فمحبة اللهِ عز وجلَّ من أصولِ الإيمانِ بهِ.

إن محبة اللهِ تعالى فرضٌ وواجبٌ علينا وهي واحدةٌ منْ أفضلِ الطاعاتِ التي يصبو إليها المُسلم فهي علامةٌ واضحةٌ للإيمانِ باللهِ عزّ وجلُّ يقولُ تعالى: وّالذينَ آمنوا أشدُ حباً لله سورة البقرة 165.

فاللهُ تباركَ وتعالى تفضلَ على عِبادهِ بالكثيرِ منَ النعمِ والتي فضلنا منْ خِلالها على سائرِ المخلوقات فمنْها العقلُ والسمعُ والفؤادُ ألا تكونُ هذهِ النعمُ كفيلةٌ لمحبتهِ عزَّ وجلّ؟

نقرأ ونفهم:

يقولُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم:

إنّ الله إذا أحبَّ دعا جبريل فقالَ: إني أحب فُلاناً فأحبه فيُحبه حبريل ثم ينادي في السماءِ فيقولُ: إنّ اللهَ يُحب فلاناً فأحبوه أهلُ السماءِ ثم يوضع لهُ القبول في الأرض رواهُ البخاري.

منْ عَلاماتِ محبة اللهِ عزَّ وجل:

- الإكثارُ من ذكرِ الله والدعاءِ له.

- طاعةُ اللهِ ورسولهِ وإتباعُ أوامرهما.

- المُحافظة على الصلاةِ في وقتها.

- الإكثارُ منْ قِراءةِ القرآنِ الكريم والعملُ به.

- اتّباعُ ما أمرَ به الله ورسولهِ الكريمُ.

- اجتناب مَا نهانا عنهُ الله ورسولهُ.


*25*

تعلّمنا واكتشفنا:

محبة الله تعالى من أفضلِ الطاعاتِ التي يصبو إليها الإنسان.

- المؤمنُ الحق مواظبٌ على ذكرِ الله تعالى في كلِ حين.

- يُحبُ الله من يخشاه ويذكره دائما يقول تعالى: فإنَّ الله يُحب المُتقين سورة آل عمران 76.

- محبةُ اللهِ تعالى تتجلى في قلبِ المُؤمنِ وتكون جليةً واضحةً في أقوالهِ وأفعالهِ.

أسئلةُ التقييم والتقويم:

- لماذا برأيكم تُعتبرُ محبةُ اللهِ واجبةٌ؟ --

- ماذا نعني بمحبةِ اللهِ عزَّ وجل؟ --

- لماذا على المسلمِ أن يحبَ اللهَ تَعالى؟ --

- بيّنوا ثلاثَ علاماتٍ من محبةِ المؤمنِ للهِ تعالى؟ --

- هلْ تكفي محبة اللهِ تعالى بالقلبِ فقط؟ اشْرحوا. --

للعملِ البيتي:

الصلاة هي أكثرُ الأمور التي تؤكد محبةَ العبدِ لخالقه.

اكْتبوا رِسالةً لأولئكَ الذّين تلههم هذهِ الحياة عنْ صَلاتهم من خلالِ حثْهم على أدائِها وخطورةِ تركها.


*26*

الفصلُّ الثّاني القرآنُ الكَريمُ


*26*

الفصل الثاني: القرآن الكريم صفحة 28

دَرْسُنا الأوَّل: القرآن الكريم صفحة 30

دَرْسُنا الثاني: السُّور المكيّة والسُّور المدنيَّة صفحة 33

دَرْسُنا الثالث: جَمْع القرآن في عهد عثمان بن عفّان صفحة 33

دَرْسُنا الرابع: من أحكام التجويد: التَّفخيم والتَّرقيق صفحة 35

دَرْسُنا الخامس: سجود التّلاوة صفحة 38

دَرْسُنا السادس: سورة الواقعة للتلاوةِ والفهمِ صفحة 40

دَرْسُنا السابع: سورة نوح للتلاوة والفهم صفحة 49

دَرْسُنا الثامن: سورة المُدَّثِّر صفحة صفحة 53

دَرْسُنا التاسع: سورة الجُمعة صفحة صفحة 57

دَرْسُنا العاشر: سورة الطور للاستماع والفهم صفحة 61

دَرْسُنا الحادي عشر: سورة النجم للاستماع والفهم صفحة 63

دَرْسُنا الثاني عشر: سورة القلم للاستماع والفهم صفحة 66

درسُنا الثالث عشر: سورة العلق للاستماعِ والفهم صفحة 68

درسُنا الرابع عشر: آياتُ برِّ الوالدين للفهم والحفظ غيباً صفحة 69

درسُنا الخامس عشر: خَواتيمُ سورةِ الحَشر للفهمِ والحفظْ غيباً صفحة 70


*28*

القرآنُ الكريم


*28*

القرآنُ المعجزَةُ الخالِدَةُ:

لمَاَ بعثَ اللهُ محمداُ نبياً ورَسولاً أرسَلَ معهُ القرآن الكريم مُعجزةً خالدةً تدلُّ على صدقهِ وأنهُ عبدُ اللهِ ورسولهِ أرسلهُ بالحقّ ليخرجَ النّاس مِنَ الظُلماتِ إلى النورِ فكانَ القُرآنُ المعجزةَ العظيمةَ حيثُ تحدّى الله العَرَب بجنسِ ما برَعوا بهِ وكانوا أهلَ فصاحةٍ وبلاغةٍ وبيانٍ فأرسَلَ اللهُ لهُمْ القرآن عربياً فصيحاً بليغاً ولمْ يكتفِ بهذا بلْ تَحداهُم أنْ يأتوا بمثلِ هذا القُرآنِ وأنْ يأتوا بمثلِ ما فيه مِنْ فصاحةٍ ويأتوا بمثلِ مَا فيهِ منْ بلاغةٍ وبيانٍ فعَجزوا عنْ أن يأتوا بمثل هذا القرآنِ ولا حتى بسورةٍ منْ مثلهِ.

ما هُوَ القرآنُ الكريمُ؟

القرآن الكريمُ هوَ كلامُ الله المُعْجِز الموحى به المُنْزَلُ على سيدنا محمّد (صلى الله عليه وسلم) باللفظِ العَربَي بواسطة الملاك جبريل عليه السلام، المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس والمنقول بالتَّواتُرِ.

القرآنُ مُعجزٌ:

هو مُعجزةٌ خالِدَةٌ إلى الأبد تحدَّى الله تعالى بِهِ الخلقَ كلّهم على أن يأتوا بمثله فعجزوا عن الإتيان بمثله. يقولُ تعالى:

(قُلْ لِئِن اجتمعتِ الإنسُ والجنّ على أن يأتوا بِمثلِ هذا القرآن لا يأتون بمثلِهِ ولو كانَ بعضهم لبعضٍ ظهيراً) سورة الإسراء 88.

والقرآنُ مُنْزَلُ على النبيّ (صلى الله عليه وسلم) وهوَ كلامُ الله تباركَ وأنزلهُ على رسولهِ الكريم بواسطة الوحي فما هو كلامُ بشرٍ وإنما كلام ربٍ عظيم أنْزَلَهُ على عَبْدِهِ بواسطة ملك الوحي جبريل عليه السلام.

مَا معنى المنقولُ بالتواتُرِ؟

أي أنَّ القرآن الكريم نَقَلَ من جَمْعٌ الى جمعٍ بحيثُ يستحيل اتِّفاقهم على الكذب حتى وصَلَ إلينا مكتوباً في المصاحف ومحفوظاً في الصدور دونَ نقصٍ أو تزويرٍ لتعهّده تعالى بحفظهِ إذ قال:

(إنّا نحنُ نزّلنا الذِّكر وإنّا له لحافظون) سورة الحجر 9


*29*

أسئِلةُ التقييّم والتَّقويم:

- مَا المقصودُ بِ:

أ. المتعبدُ بتلاوتهِ؟ --

ب. المنقولُ بالتّواتر؟ --

- ما فائدة أنْ نَعْرِفَ كيف نُقِلَ القرآن الكريم حتّى وصل إلينا؟

- لماذا يُعْتَبرُ القرآنُ الكريمُ مُعْجِزاً؟

- مَا المشتركُ بينَ كُلّ الكُتب السّماويةِ المُنزلة؟ --

- أورِدوا دليلاً يُبينُ بأن الله تَعالى تكفلَّ بحفظِ القرآنِ الكريم؟ --

للعملِّ البيتي:

القرآنُ الكريم هوَ اِحدى مُعجزاتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ابحثوا عنْ مُعجزةِ أخرى.


*30*

السُّورُ المَكيةُ والسوُر المَدنيِّة السُّورُ المَكيةُ والسوُر المَدنيِّة

القرآنُ هو آخرُ الكُتب السَماويةِ أنزلهُ اللهُ تَعالى على رسولهِ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلم بواسطةِ الملك جِبريل عليه السلام وهوَ الكتابُ والمرجعُ الاولُّ الذي يستمِدُ منهُ الفقه وأحكامُ الدّين والحياةِ كلّها وهوَ الكِتاب المُعجز بلفظهِ وبيانهِ وعلمهِ والمنقول تواتراً عنّ الرسولِ محمدٍ صلى الله عليهِ وسلم والمُتعبدُ بتلاوتهِ والمحفوظ بحفظِ اللهِ من أي تحريفٍ كما أنه منْ أرقى الكُتبِ لغةً وديناً ويحتوي على مئةٍ وأربعَ عشرةَ سورةً مكيةً ومدنّية صُنفتْ علَى أساسِ زمانِ نزولِ الوَحْيِ إلى الرسولِ صلى الله عليهِ وسلم بها.

لقد استمرَ نزولُ القرآنِ الكريم على النبي ثلاثاُ وعشرينَ سنةً وهي مدةُ الدَّعوةِ فكانتْ دعوتهُ قدْ بدأت في مكّة المكرمةِ ثمْ اسْتمرتْ إلى مَا بعد هِجرتهِ عليهِ الصلاةِ والسلام إلى المدينةِ المنورةِ.

والقرآن الكريمُ مُكَوَّنٌ من سورٍ وآيات وهي بالتالي تُقْسَمُ إلى مَكِيَّة ومدنيةٍ.

فنجد سوراً مكيَّةً وجميع آياتها مكية وهناك سورٌ مكية تَتَخَلَّلُها بعض الآيات المدنيّة ونَجِدُ سوراً مدَنِيّةً وجميع آياتها مدنيّة وهناك سورٌ مَدَنيَّة تتَخَلَّلُها بعضُ الآيات المكية.

تَذكَّرْ

اهتَمَّ المسلمون بمعرفة السّور المكيّة والسّور المدنيّة لأنَّ هذا التمييز يساعد على فهم وتفسير القرآن الكريم وفهم وتفسير سُنّة وسيرة النبيّ (صلى الله عليه وسلم).


*31*

السُّور والآيات المكِّيَّة:

هي السُّورُ والآيات التي نزلَت على النبيّ (صلى الله عليه وسلم) قبلَ الهجرة النبويَّة إلى المدينة المنوّرة، بغضّ النَظَرِ عن مكانِ نزولِ هذه السُّور والآيات.

خصائص السُّور المكيّة:

- الخِطابُ في هذه السُّور والآيات إلى الناسِ عامَّةً، حيث يقول تعالى فيها:

(يا أيّها الناس).

- آيات السُّور المكيّة قصيرة وموجزة.

- تتحدث هذه السُّور والآيات عن الإيمان بالله تعالى والرُسُل وباليوم الآخر وتحذِّر من أهوالِهِ.

- تتطرَّق هذه السُّور إلى قصص الأنبياء وقصص الأمم السابقة ومصيرهم.

- يَكْثُرُ في هذه السّور والآيات القَسَمُ بما خَلَقَ الله تعالى.

لا تَنسوا عَدَدُ السُّور المكِّية هو 88 سورة.

خصائص السُّور والآيات المدنية:

- الخِطابُ في هذه السُّور والآيات عادةً يكونُ مُوَجَّهاً للمؤمنين حيث يقول تعالى فيها:

(يا أيّها الذين آمنوا).

- تتحدّث هذه السُّوَر والآيات عن الأحكام الشَّرعيَّة والفقهيَّة كي تنظِّم شؤون المجتمع من عبادات ومعاملات وغيرها.

- تُخْتَتَم آيات السُّوَر المدنيَّة بأسماء الله الحسنى مثل: وهو السّمعُ العليم، إنَّهُ هُوَ التَّوابُ الرّحيم وغير ذلك.

- يَكْثُرُ فيها ذِكْرُ أهل الكتاب من اليهود والنّصارى.

لا تَنسوْا عدَدُ السُّور المدنيَّة 26 سورة.


*32*

أسئلةُ التّقييم والتّقويم

- عَرِّف ما يلي:

أ. السُّوَر المكيَّة:

ب. السُّوَر المدنيَّة:

- ما الفائدة من معرفة السّور الآيات المكيّة والمدنيّة؟ --

- بيّنوا ثلاثُ خصائِص للسُّورِ والآياتِ المكّية؟ --

- قارن بين السّور المكية والسّور المدنيّة من حيث:

أ. زمن نزولها.

ب. عَدَدُها.

ت. طولها.

ث. موضوعها.

للعمل البيتيّ

نختارُ سورة مكّيةً من جزء عَمَّ وبَيِّن ثلاث خصائص تُميِّزها.


*33*

جمعُ القرآنِ الكريمِ في عهدِ عُثمانَ بنْ عَفانَ جمعُ القرآنِ الكريمِ في عهدِ عُثمانَ بنْ عَفانَ 33

لقد أخذتْ الدولةُ الإسلاميّة بالاتّساع أكثر فأكثر ولم تَعُدْ تَنْحَصر على العرب فَحَسْب، بل دَخَلَ في الإسلام غير العرب الذين لا يتقنون العربيّة، وهذا أدّى إلى اختلافٍ في قراءة القرآن الكريم فكانَ لا بُدَّ من نسخ المصحفِ وتوزيعه على مختلفِ البلدان الإسلاميّة فأشارَ حذيفةُ بن اليمان (رضي الله عنه) على الخليفة عثمان بن عفّان (رضي الله عنه) بأهمية الجَمع الذي أيّدَ الفكرةَ خوفاً على تعدّد واختلاف قراءات القرآن الكريم.

مصحفُ عثمان:

طَلَبَ الخليفة عثمان بن عفّان (رضي الله عنه) النُسْخة التي جُمِعَت في عهد الخليفةِ أبي بكر الصديق وأمر بِنَسْخِهِ سبعَ نُسَخ وتوزيعها على البلدان الإسلاميّة الأخرى حتى تكونَ مرجعاً لهم في قراءة القرآن الكريم بعد أَنْ عَيَّنَ جماعةً من حفظة القرآن يَرأسُهم زيدٌ بن ثابت (رضي الله عنه) للقيامِ بالمُهِّمةِ.

لَقَدْ أطْلَقَ على هذا المصحف (مَصحف عثمان) وهكذا تمَّ إنهاء الاختلاف في قراءة القرآن الكريم وما نقرأه نحنُ اليومَ منقولٌ عن هذا المصحفِ الذي جُمِعَ في عَهْدِ الخليفةِ عثمان بن عفّان.

تعلّمنا أن:

- كانَ سَبَبُ نسخِ وجمع القرآن في عهد عثمان بن عفّان (رضي الله عنه) تعدُّد واختلاف قراءات القرآن الكريم.

- أَوْكَلَ الخليفةُ عثمان بن عفّان (رضي الله عنه) مُهِمَّة نسخِ وجَمْع القرآنِ الكريم إلى الصحابي زيدٍ ين ثابت ومجموعة من الحَفَظة.

- نسخ المصحف عدة نُسَخٍ وَوُزِّعت على البلدان الإسلاميّة المختلفة وأبقى عنده في المدينة مصحفاً واحداً.

- ما نقراهُ اليوم منقولٌ عن هذا المصحفِ الذي جُمع في عَهدِ الخليفةِ عُثمان.


*34*

أسئِلةُ التّقييم والتَّقويم

- مَا الدافعُ إلى عملّيةِ جمعِ القرآنِ في عهدِ الخليفةِ عثمان بن عفان رضيَ اللهُ عنه؟ --

- قارنوا بينَ جمعِ القُرآنِ في عهدِ أبي بكر الصّديق وعهد عثمان بن عفان؟ --

- ما المقصود بمصحف عثمان؟ --

- لماذا تمَّ طبعُ المصحفِ الشريفِ بسبعِ نُسخٍ وتوزيعها؟ --

- إلى من أوْكَلَ عثمان بن عفّان مُهِمَّة نسخِ وجَمْع القرآنِ الكريم في عَهْدِهِ؟ ولماذا؟

للعمل البيتيّ

اِبحث في الموسوعات أو الكتب الدينيّة أو الشبكة العنكبوتيَّة عن سيرة وحياة الصحابيّ زيد بن ثابت (رضي الله عنه) واكتبوا تقريراً في دفتركم.


*35*

منْ أحكامِ التّجويدِ: التفخيم والترّقيقُ

مَا هوَ التفخيم:

هُوَ تضخيمُ وتغليظُ الحرفِ عندَ النُّطقِ بِهِ، ويكونُ هذا في حروف التَّفخيم السبعة وهي: خ، ص، ض، غ، ط، ق، ظ.

ولتسهيلِ حفظِ هذهِ الحروف جُمِعَت في عبارةِ (خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ).

أمثلة: خاشِعَةٌ أبْصارهُم، الضّالين، الفاشِية، مَطْلَع، فَلْينظُر، ميقاتا.

ملاحظة: تتفاوت حروفُ التفخيمِ في قوتها حيثُ أن أقْواها ما كَان مفتوحاً وبعدَهُ ألفٌ مثلّ طائعين ثم المفتوح وليسَ بعدهُ ألفٌ ثمَّ يَليهِ ما كَان مَضموناً مثل: فضربَ وبَعدَها ما كانَ ساكِناً مثلّ فائضِ وأضعافها مَنْ جاءَ من هذهِ الحروفِ مكسوراً.

مَا هُوَ التّرقيقُ؟

هُوَ تخفيفُ الحرفِ وإضعافِهِ عندَ النُّطقِ بِهِ، ويكونُ هذا في بقيّة حروف اللغة العربيَّةَ.

ا ب ت ث ج ح د ذ ر ز س ش ع ف ك ل م ن ه و ي.

أمثلةٌ:

ورَأيْتَ النَّاسَ سيصلْى ذاتَ لَهَبٍ سَلامٌ هِيَ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.


*36*

نتدربُّ:

نقرأ السّور ونُبين حروف التفخيم فيها ونطبقها:

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5(

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6(

أسئلة المناقشة والتقويم

- ما المقصودُ بِ (التَّفخيم)؟ --

- عددّوا حروف التفخيم؟ --

- ما المقصودُ بِ (التَّرقيق)؟ --

- اذكروا حروفَ الترقيق؟ --

- حَدِّد حروف التَّفخيم في الآياتِ التالية، ثُمَّ أعطوها حقها في النطق.

- (واللّيل إذا يغشى) سورة الليل 1

- (والقلمِ وما يَسْطُرون) سورة القلم 1

- (خاشِعة أبْصَارُهم تَرْهقُهُم ذلَّة) سورة القلم 43


*37*

للتدريب البيتي

نتلّو سورة الغاشية ونطبق أحكامَ التفخيمِ فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم:

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26(


*38*

سُجودُ التلاوة

القرآنُ الكريم هوَ كلامُ الله عزَّ وجل الّذي نتعبد ونعملُ به فيه تكونُ صلاتنا وبالعملِ بآياتهِ يكونُ صلاحُ حالنا واستقامة شؤونِ حياتنا ولتلاوةِ كتابِ اللهِ عزَّ وجل فضلٌ عظيمٌ فإن للمسلم بكلٍ حرفٍ يقرأه حسنة والحسنة بعشرةِ امثالها كمَا جاءَ في الحديث حيثُ قال رسولُ اللهِ منْ قرأ حرفاً مِنْ كتابِ الله فلهُ بهِ حسنةً والحسنةُ بعشرِ أمثالها لا أقولُ الم حرف ولكن ألِفٌ حرف ولامٌ حرف وميمٌ حرق رواهُ التّرمذي.

ولتلاوةِ القرآنِ الكريم آدابٌ وسننٌ يُستحبُّ التحليّ بها عندَ التلاوةِ ومنْ هذهِ السننِّ سُجودُ التلاوةِ.

ما المقصودُ بِ (سُجودُ التّلاوة)؟

سجودُ التّلاوة هو أن يقوم قارئ القرآن بالسُّجود عندَ سماعِ وتلاوةِ آياتٍ فيها سجدةٌ.

ما هو حُكم سجود التِّلاوة؟

سجودُ التِّلاوةِ سُنَّةٌ لقارئ وسامعِ الآية التي تحتوي على السَّجدة إذ يبلغُ عددُ سجداتِ التلاوةِ في القرآنِ الكريمِ خمسَ عشرةَ سجدةً.

مثال: كلاَّ لا تُطعه واسْجدْ وَاقْتَرِب سورة العلق 19.


*39*

أسئلةُ التقييم والتقويم:

- ما هُوَ سجودُ التِّلاوةِ؟ --

- ما هُو حُكمُ سُجودِ التّلاوةِ؟ --

- بينوا كيفية سجود التلاوة؟ --

- أوردوا حديثاً يُبينُّ فضلَ سُجودِ التلاوة؟ --

للعملِ البيتي:

نبحثُ في رحابِ القرآنِ الكريم ونستخرج عشرَ سُورٍ تشتملُ على سجداتِ تلاوةٍ.


*40*

سورةُ الواقعة للتلاوةِ والفهمِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا.


*41*

شرح المفردات:

- الواقعة: القيامة

- خافضةٌ رافعة: تذلّ الكفار في جهنم وترفع المؤمنين في الجنَّة.

- بُسَّت: تَفَتَّتت

- هباءً مُنْبَثا: غباراً منتشراً

- أصحابُ الميمنة: أهل الجنة الذين يحملون كتابهم بيمينهم.

- أصحابُ المشأمة: أهل النّار الذين يحملون كتابهم بشمالهم.

- ثُلَّةٌ: جماعةٌ كبيرةٌ

- مَوْضُونة: منسوجة بالذهب

- ولدان: غلمان

- مَعين: شراب الجنَّة

- لا يُصدِّعون: لا يُصيبهم صُداع

- لا يُنزفون: لا يَكْسرون

- حورٌ عين: نساء الجنَّة

- المكنون: المصون

- لغواً: كلاماً باطلاً لا فائدة منه


*42*

شرح الآيات:

تتحدّثُ السُّور عن أحوالِ وأهوالِ يومِ القيامةِ وأنّها حاصِلة لا محالة، هذا اليوم الذي سَيُذَلُّ فيه الكافِرُ ويُرْفَعُ ويُكرَمُ فيه المؤمن. ففي هذا اليوم ستُزلزَلُ الارضُ وتُفَتَّتُ الجبال وتتناثر من هولِ هذا اليوم. تُشير الآيات بعد هذا الى ثلاثةِ أنواعِ من الناس وهم:

- أوّلاً: أصحابُ اليمينِ الذينَ يأخذون كتابهم بيمينهم وهم أهلُ الجنة.

- ثانياً: أصحابُ الشِّمالِ الذينَ يأخذون كتابهم بشمالهم وهمُ أهلُ النّار.

- ثالثاً: السابقون وهم الذين سبقوا غيرهم إلى الإيمان والعملِ الصالحِ.

ثُمَّ بعدَ هذا تُشيرُ الآيات إلى ما أعَدَّهُ الله عَزَّ وجَلَّ لعبادة المؤمنين حيثُ وعدهم الجنَّة فيها الرّاحةُ وفيها الاستِقرارُ وبها الغلمان بخدمتهم فيشربون من شراب الجنَّة ويأكلون ما طاب من لحمٍ وفاكهة ويتزوَّجون نساءَ الجنَّة اللواتي خُلِقْنَ لأهلِ الجنَّة ولا يسمعونَ إلاّ طَيِّباً وهذا ما يكَافئهم به الله تعالى لما قدَّموهُ من خيرِ في حَياتهم.

لقدْ اهتمَّ المسلمون كثيراً بمعرفةِ السورِ المكيةِ والسوَّرِ المدينةِ لأنَّ هذا التميزُ يساعد على فهمِ وتفسيرِ سُنة وسيرةِ النبي صلى الله عليهِ وسلم.


*43*

أسئِلةُ التّقييمِ والتَّقويم:

أشارتْ سورةُ القيامةِ إلَى الكثيرِ مِنْ أهوالِ يومِ القيامةِ.

- تَحدَّث عن تلك الأهوال الواردةُ السورة. --

- مَيَّزَت السورة بين ثلاثة أصناف من الناسِ يوم القيامة، بينوها.

- صِفْ حياة المؤمنين في الجنَّة حسب الآيات 15-26

للعملّ البيتي:

ليومِ القيامةِ الكثيرُ منَ الأسماءِ والمُسمياتِّ ابْحثوا واكتبوا خمسةً منها.


*44*

(تكملة سورة الواقعة الآيات 73-27)

وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40) وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَ آَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ


*45*

شرح المفردات:

- سدر مَخْضود: شجرٍ لا شوك فيه

- ظِلٍّ ممدود: ظلٍّ لا ينتهي ولا يزول

- عُرُباً: متحبّبات إلى أزواجهنَّ

- حميم: ماءٍ بالغ غاية الحرارة

- يَحموم: دُخان شديد السّواد أو نارٌ

- مُتْرفين: مُتَنَعِّمين متبعين أهواء أنفسهم

- الحِنث: الذنب العظيم الشرك.

- زَقّوم: شجرة كريه جداً في النّار

- شرب الهيم: الإبل العِطاش التي لا تروى.

- هذا نُزلهم: مَا أعد لهُم من الجَزاء.

- ما تُمنون: المني الذي تقذفونه في الأرحام.

- تخلقونهُ: تصّورونه بشراً سَوياً.

- بمسبوقين: بِمغلوبين عاجزين.

- ما تَحرثون: البذر التي تُلقونه في الأرض.

- تَزرعونَه: تنبتونه حتى يشتد ويبلغَ الغَاية.

- إنا لمغْرمون: مُهلكون بهلاكِ رزقنا.

- محرومون: ممنوعون الرزق بالكليةِ.

- المُزن: السَّحاب أو الأبيض منهُ.

- جعلناهُ أجاجاً: ملحاً زعاقا أو مراً لا يُمكن شُربه.

- النارَ التي تورون: تقدحون الزناد لاستخراجها.

- تذكرة: تذكيراً لنارِ جهنم.

- متاعاً للمقويين: منْفعةً للمسافرين في القواءِ الفقر أو المحتاجينَ إليها.

للعمل الذّاتيّ:

ابحث في أحد تفاسير القرآن الكريم عن شرح الآيات 27-74 ثُمَّ أكتبْ في دفترك المقارنة بين أصحاب اليمين وأصحاب الشّمال.


*46*

سورةُ الواقعة الآيات 74-96

فسبحَّ باسمِ ربكّ العَظيم 74 فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96(.


*47*

شرح المفردات:

- مواقع النُّجوم: منازلها مداراتها

- كتابٌ مكنونٌ: كتابٌ محفوظٌ مِنَ السّوء

- مُدْهِنُون: متهاونون، مُكّذِّبون

- بَلَغَتِ الحُلقوم: بَلَغَت الروح الحلقوم عند الموت

- غير مَدنيين: غير مُحاسَبين

- روحٌ وريحان: رَحْمَةٌ وراحةٌ

- حقّ اليقين: لا شَكَّ فيهِ

شرح آيات سورة:

يُقْسِمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في بداية هذه الآيات بمسارات النجوم ومنازلها بأنَّ القرآن الكريم هو كلام الله عَزَّ وجَلَّ أَنْزَلَهُ على عبده (صلى الله عليه وسلم) فيه الهداية والمنفعة للناس أجمعين فلا يَقْرَبُهُ إلّا من كان طاهراً وعارفاً لمكانة هذا الكتاب وقدسيّته.

ثُمَّ تنتَقِلُ الآيات بعد هذا لوصف سَكَرات الموت حيث تَخرُجُ الروح من الجسدِ ولن يمنع هذا أحد إلا خالق هذه الروح، ثُمَّ تُرَّدُ الروح إلى صاحبها بعد الموت.

وتعود الآيات في نهاية السورة للحديث مَرَّة أخرى عن أصناف الناس يوم القيامة. فمنهم السابقون الذين سبقوا غيرهم إلى الخير والإيمان، فَهُمْ في أعلى درجات الجنَّة. وهناك المؤمنون أصحاب اليمين فيدخلهم الله الجنَّة بعد أن رَضِيَ عنهم، وأَخيراً أصحاب الشِّمال الذين كذبوا بما أَنْزَلَ الله وماتوا ولم يؤمنوا فلهم عذابٌ شديدٌ.

تَذكَّرْ

الموتُ حق ولنْ يستطيعَ أَحَدٌ أن يَؤخره أَو يستقدمه لا بدَّ من الاستعداد لهذا اليوم يقولُ تعالى فإذا جاءَ أجلهم لا يستأخرونَ ساعةً ولاً يسْتقدمون 34.


*48*

أسئلة التّقييم والتَّقويم:

- بماذا يُقْسِمُ الله تبارك وتعالى في هذهِ السورة، ولماذا؟ --

- قارنوا بين أصناف الناس الثلاثة يوم القيامة والتي ورَدت في السورةِ السابقة. --

- اُذكروا الآية الكريمة التي تتحَدَّث عن ساعة خروج الروح من جسم الإنسان. --

- اشْرحوا التعبيرين التّاليين:

أ. كِتابٌ مكنون:

ب. حقُ اليَقين:

للعمل البيتيّ

ابحثوا في الموسوعات أو الشبكة العنكبوتية (الانترنت) عن معجزات علمية أشار إليها القرآن الكريم.


*49*

سورة نوح

للتلاوةِ والفهمِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10( يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18).


*50*

وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28(

شرح المفردات:

- نذير: مُحَذِّر

- فِرارا: هُروباً

- استغشوا ثيابهم: تَغَطَّوا بِها

- أصرّوا: تَشَدّدوا بكفرهم

- جِهاراً: عَلَناً

- مِدْرارا: مَطَراً متتابعاً وغزيراً

- وقارا: تعظيماً وإجلالاً

- أطواراً: مراحل مختلفة

- سِراجاً: مصباحاً مضيئاً

- سبلاً فجاجاً: طُرقاً واسعةً

- كُبّارا: عظيماً

- تَذَرُنَّ: تَتْرُكنَّ

- ودًّا - سواعاً - يغوث - نسراً: هي أسماء لأصنامهم

- ضلالاً: ضياعاً - بعداً عن طريق الحقّ

- خطيئاتهم: ذنوبهم

- لا تذر: لا تُبقى شيئاً

- فاجراً: كافراً

- تَبارا: دَماراً


*51*

شرح السُّورة:

تُبَيِّن الآيات في السورةِ أنَّ الله عزَّ وجل أَرْسَل نوحاً عليه السَّلام إلى قومهِ بنذرهم ويحذِّرهم ممّا يعبدون، فيدعُوهم لعبادة الله وَحْدَه ويتوبوا إليه حتى يَغْفِرَ لَهم ما قد سلَف.

وقد استعمل نوحٌ كُلَّ الأساليب مع قومه لعلَّهم يهتدون، لكنهم لم يَسْتَجيبوا لَهُ على الرغم من تذكيره بفضل نهم الله عليهم كالشمس والقمر والسماء والسحاب والأرض والنبات.

بعدَ كُلِّ هذه الأساليب التي استخدمها نوحٌ عليه السلام مع قومه ولم يؤمنوا، فدعا الله أن ينتقمَ منهم ويُغرقهم ولا يُبقي منهم أحداً كما دَعاهُ أن يغفرَ لَهُ ولوالِديهِ وللمؤمنين.

نتَذكَّرْ

كانت دعوة نوح عليه السلام كَدعوةِ باقي الأنبياء والرُسُل الذين يدعون لعبادة الله وحده وعدم الشرك بِهِ.

- الاستغفارُ سببٌ للنجاةِ وللرزقِ وللذريّةِ الصالحة ولنزول المطر إذْ يقول تعالى:

(فَقُلْتُ استغفِروا ربَّكم إنه كان غفّارا، يُرسِل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموالٍ وبنين. ويجعل لكم جَنَّاتٍ ويجعل لكم أنهارا). سورة نوح 10-12.


*52*

- مَا غايةُ إرسالِ الانبياءِ للأمم والشعوبِ؟ --

- لماذا بَعَثَ الله نوحاً عليه السلام إلى قومِهِ؟ --

- اذكروا الأساليب التي استعملها نوح عليه السلام لدعوة قومِهِ؟

- اِشرح الآية التّالية:

وإنّي كُلّما دعوتكم لتغفر لهم جَعَلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا.

- للاستغفار فوائدٌ كثيرة في الآية التالية بينها:

فَقُلْتُ استغفِروا ربَّكم إنه كان غفّارا، يُرسِل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموالٍ وبنين. ويجعل لكم جَنَّاتٍ ويجعل لكم أنهارا سورة نوح.

للبحث البيتيّ

اِبحث في كتبِ قصص الأنبياء أو الانترنت عن قِصَّة نوح عليه السلام واكتبوها في دفتركم.


*53*

سورةُ المدثِّر

للتلاوةِ والفهمِ:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12)وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27( لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)


*55*

- بَسر: اشتدَّ في العُبوس

- أدْبَرَ: أعرضَ عن دربَ الحقّ

- سأصليه صقر: سأدخله جَهَنَّم

- لَوّاحَة للبشر: مُحْرِقة للجلود

- لا يرتاب: لا يشكّ

- الليل إذ أَدْبَرْ: ولَّى وَذَهَبَ

- الصُّبح إذا أَسْفَر: أضاءَ وانكَشَفَ

- إحدى الكُبر: إحدى الأمور العظيمة

- رَهينة: مَحْبوسة

- سَلَكَكُم: أَدْخلكُم

- نَخُوضُ: نَتَحَدثُ بالباطلِ

- التَّذكرة: الموعظة

- حُمُرٌ مُسْتِنْفِرَة: حُمير وحشية فَزِعة

- قَسْوَرة: أسد

- صُحُفاً مُنَشَّرة: كُتباً واضحة أمامهم

- أهل التقوى: المُسْتَحِقّ أن نتّقيه ونخافَهُ

شرحُ آياتٍ سورة:

بَعْدَ أَنْ بعثَ اللهُ عّزَّ وجَلّ النبيَّ لهداية العالمين ودعوتهم للإسلام كذّبَهُ كُفّار مكّة المكرَّمة واتهموا الرسول (صلى الله عليه وسلم) بأنَّهُ شاعرٌ ومجنونٌ وعلى رأسهم الوليد بن المغيرة، فأنزل الله تعالى هذه الآيات على الرّسول لتخفِّف عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتتوعد هؤلاء الجاحدين بِسَقَر والذي هو منزلة من منازل جهنم، جعل الله عليها تسعة عشر مَلكاً.

ثُمَّ يُقْسمُ الله بالقمر والليل والصبح بأنَّ جهنَّم حقَّ لمن كَفَرَ وتولّى، فكل نفسٍ سَتجدُ ما قدمت يومَ الحساب.

ثُمَّ تصوّر الآيات حال أصحاب الجنّة وَهُم يتساءلون عن حال الكافرين ولِمَ دَخَلوا جَهنم؟! إذ أن هذا وعدُ الله لكلِّ من كفر ولم يؤمن بالله وما أنزل ولم يكتفِ بالقرآنِ موعظةً ودستوراً.


*56*

أسئلةُ التَّقييم والتَّقويم

1. من يخاطَب اللهُ تَعالى في بداية هذه السُّورةِ الكريمةِ؟ --

2. لقدْ وردت في الآياتِ التاليةِ أسباب دخولِ الكافرينَ في سَقَر بينوها:

قالواَ لمْ نَكُ من المُصلين 43 وَلمْ نَكُ نُطعمُ المسكينَ 44 وكنَّا نخوضُ معَ الخائضين 45 وكنّا نُكذب بيومِ الدّينِ 46 حَتى أتنا اليَقين 47. سورة المُدثرِ.

3. اِشرح معاني الكلمات التّالية:

أ. قَسْوَرة: --

ب. مستنفرة: --

ت. أَدْبَرَ: --

ث. أَسْفَرَ: --

4. بينوا الآياتِ الكريمةِ التي طمأنتْ قلبَ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلم؟ --

للبحث البيتيّ

ابحثوا في كتب العقيدة أو الموسوعات أو الشبكةِ العنكبيوتية عن الملائكة المسؤولين عن:

أ. النزول بالقرآن الكريمِ

ب. النفخ في الصُّور

ت. قبض الأرواح


*57*

سورةُ الجُمعة الآيات 8-1

للتّلاوةِ والفَهم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8(

شرح المفردات:

- القُدُّوس: المُنَزَّهُ والمُبَرّأ من كُلِّ نَقْصٍ

- الأميين: الذين لا يعرفونَ القراءة ولا الكتابة

- يُزكّيهم: يُطَهِّرهم

- حُمِّلوا التوراة: كُلِّفوا بالعمل بها

- أسْفاراً: كُتباً

- تَفِرّون: تهربون


*58*

نتَذكَّرْ

- تُشير سورة الجمعة على فضلِ التسبيح والحمد لله تبارك وتعالى لِما في الأمرِ مِنَ الفَضلِ والخيرِ الكَثير وقدْ ورَدَ عن النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) أنه قال من قالَ سبحانَ الله وبحَمْدِهِ مائة مَرّة غُفِرَت خطاياه وإنْ كانت مثل زبد البحر) رَواه التّرمذيّ.

- وورَد عن أبي هُريرة رضي اللهُ عنهُ ان رسولَ اللهِ صلى الله عليهِ وسلم قال كلمتانِ خفيفتانِ علَى اللسان ثقيلتانِ في الميزانِ حَبيبتانِ إلى الرَّحمن سُبحانَ اللهِ وبِحمدهِ سُبحانَ الله العظيم رواهُ البخاري ومسلمُ.

شرحُ آياتِ سورة:

تُشيرُ هذه الآيات الكريمة من السّور إلى أن كُلَّ ما في الكونِ من كائنات وجماد يُسَبِّحُ ويُمَجِّدَ ويحمدُ ويُقَدّس الله تبارك وتعالى لأنَّهُ هُوَ الكامِلُ المُبَرّأ من كُلِّ عيبٍ فَهُوَ مالك كلّ شيء وهو القادر على كُلِّ شيء.

ثُمَّ تُبيّن فيما بعد أنَّ اللهَ عَزَّ وجلَّ قد بعث محمداً (صلى الله عليه وسلم) نيياً ورسولاً لأمّته حتّى يُعَلِّمهم ويُعْلِمَهُم بما نَزَلَ عليه، معَ العِلْمِ بأَنَّهُ أميُّ لا يقرأ ويكتب.

ثُمَّ يضربُ اللهُ مثلاً لأولئك الذين لا يعلمَون بما يعلمَون مما جاءهم من الله، مثلهم مثل الحمار ا على الذي يحملُ تلك الكتب القيِّمة التي تُرْهِقُهُ دونَ أن يستفيدَ أو ينتفِعَ منها. ومهما حاول الناسُ الهروب من الموت فإنَّهُ حتماً سيلاقيهم لأنَّهُ حقّ وواقع على الجميع لا محالة.

نتذكرُ:

سعادةُ ونجاةُ الناسِ في الدنيا والآخرة تكون بالتمسُّك بمَا جاءَ به النبيّ وأمرنا بِهِ الله عَزَّ وَجلَّ.


*59*

أسئلةُ التّقييم والتقّويم:

1. لقدْ مَيَّزَ اللهُ تعالى نَبيُّه محمداً بالكثيرِ من الأمورِ بيِّنوا بعض تلك الأمورِ التي ميزهُ عن غيرهِ منَ الخلق؟ --

2. ما هي الوظيفة الأساسيَّة التي من أجلها بعث اللهُ بِنَبِيِّهِ مُحمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم) للخلقِ؟ --

3. اشرح معنى ما يلي:

أ. أسفاراً: --

ب. الأميّين: --

ت. حُمِّلُوا التوراة: --

للبحث البيتيّ

اِبحثوا أو اسْألوا منْ هوَ أدرى منكم عن أحاديثِ نبويةِ تُبينُ فضل التسبيح والحمد والشكر لله عزَّ وجلَّ.


*60*

سورةُ الجُمعةِ الآيات 11-9

للتلاوةِ والفهم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11(

شرحُ المُفردات:

- ذَروا: اتْركوا.

- قُضيت: انتهى دَورها.

- ابْتغوا: اُطلبوا.

- انْفَضوا: أسرعوا وهَرعوا.

شرحُ آياتِ سورة:

تَحُثُّ هذه الآيات على تلبية نداء الجُمْعَة وترك كُلّ ملهيات الحياة من بيعٍ وشراءٍ وغير ذلك، لأنَّه في هذه الصلاة الخير الكثير والفلاح في الدّنيا والىخرة.

وبعد أداء فريضةِ الجمعة والصلاةِ يَحِقُّ للمُسْلِمِ أن يعودَ إلى دنياه لِينْتَفِعَ منها وأن لا ينسَى ويغفل عنْ ذِكْرَ الله أبَداً لما فيه من الفَضْلِ والأجْرِ العظيمِ.


*61*

سورةُ الطُّور للاستماعِ والفَهمِ:

بسمِّ اللهِ الرحمنِّ الرَّحيم

وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8) يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14) أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29(


*62*

أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49(

مضمونُ السورةِ:

- ابتدأتِ السورةِ بالحديثِ عنْ أهوالِ الآخرَةِ ومَا يلقى الكافرُ في موقفِ الحِساب.

- ثمْ تناولَتْ الحديثِ عنْ المُتقين ووصف حالهم في جَناتِ النعيم.

- تَحدثَّت أيضاً عن رسالةِ ودعوة النبيِّ صلى الله عليهِ وسلم وَأمرته بالتّذكير وَالإنذار للمُعرضين فهوَ ليسَ بكافرٍ أو مَجنون أوْ ساحرٍ وبينتْ صِدقِ نبّوتهِ.

- خُتمت بِأمرِ النبيِّ صلى الله عليهِ وسلم بِالصبرِ على الكافرين حيثُ جهلوا فعبدوا ما دونَ الله تَعالى.


*63*

سورةُ النّجم للاستماعِ والفَهم

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيم

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا.


*64*

ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56) أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62(


*65*

مضمونُ السورةِ:

- ابتدأتْ السورة بالقسمِ بالنجمِ لبيانٍ صدقِ النبيِّ مُحمدٍ وإشارة لمعراجِ النبيِّ إلى السّماءِ الذي كان معجزة لرسولِ الانسانيةِ والذي رأى فيه عجائب وغَرائب في مَلكوت الله فذكرت الناسّ بِما يُجب علَى الخلّق منْ إيمانٍ وتَصديقِ باللهِ تعالىَ وحدَه.

- تَلاها الحديثُ عنْ الأوثانِ التي عبدهَا المُشركون منْ دونِ اللهِ وبينت بُطلان تلكَ الآلهةِ وكلُ آلهةِ منْ دونِ اللهِ تَعالى.

- وتحدثَتْ بعدَ ذلك عنِ الجَزاءِ العادلِ يومَ الدين حيثُ تُجزى كلُّ نفسٍ بما كسبتْ.

- وذكرتْ السورةُ آثارَ قدرهُ اللهِ تعالى في الإحياء والأمَاتةِ والبعثِ وغيرِ ذلك.

- وختمتْ السُور لكفارِ مكةَ بِالعذابِ الّذي ينْتظرهمْ إنْ اسْتَمروا في طُغيانِهمْ.

للعملِ البيتيِّ

لحفظِ القرآنُ الكريم فضلُ بشر به النبي صلى الله عليه وسلم لِكسبِ الأجرِ نَحفظُ الآياتِ العَشرِ الأولى منْ سُورةِ النّجم غَيباً.

66

سورةُ القلَم للاسْتماعِ والفَهمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ


*67*

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52(

مضمونُ السورةِ:

ابْتداتْ السورةُ الكريمةُ بيان أهوالِ يومِ القيامةِ وَالمكذبينَ بها عقاب الله تعالى لهم ثم تناولت بعدَها الوَقائع والفجائِع التي تكون عندَ النفخِ في الصورِ منْ خرابِ العالم واندكاكَ الجبال والأرض دَكة واحدة.

ذُكرت السورة أيضاً حالَ السُعداء والأشقياءِ في ذلكَ اليومِ المُفزع.

وجاءَ بعدها القسمُ بصدقِ الرسولِ وصدقِ ما جاءَ به من اللهِ وردُّ افتراءات المُشركين حينَ قالوا أنَّ القُرآنَ سِحرٌ فبينَت الآياتُ البُرهان القاطع على صِدقِ القُرآنِ في تصويرٍ يهزُّ القلوبَ هزاً ويُثيرُ في النفسِّ الفزعَ منْ هَولِ المَوضوعِ وخُتمتْ بِتمجيدِ القرآنِ وَبأنهُ رَحمةٌ للمؤمنينَ وحسرةٌ عَلى الكافرينَ.


*68*

سورةُ العلق للاستماعِ والفهم

بسمِ الله الرحمن الرحيم

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19).

مضمونُ السُّورةش:

ابتدأت السورةِ بيان فضلُ اللهِ تعالى ونزولِ القرآنِ الكريمِ لتنتقل بعدَها مُباشرة لبيانِ طُغيانِ الإنسانِ في هذهِ الحياةِ بالقوةِ والثَراء وتمردهِ على أوامرِ اللهِ بسببِ الغِنى بينَما كانَ عليه أن يَشكرَ النعمةَ لاَ أنْ يَجحدهَا.

- ثُمْ تناولتْ قصةِ أبي جهلٍ الذّي كان يَتوعدَّ الرسول عليهِ الصلاة والسلام ويَنهاهُ عنْ صَلاتهِ ودَعوتهِ ليأتي بعدَها الوعيد لهُ بِأشدِ العقاب إنْ اسْتمرَ عَلَى ضَلاله وداعية الرسول الكريمِ إلَى الاستمرار في نشرِ رِسالتهِ الالْتفات إلَى مثلِ هؤلاءِ.


*69*

منْ سورةِ الإسراءِ الآياتِ 24-23

آياتُ برُّ الوالدينِ:

بسمِّ اللهِ الرحمنِ الرحيم:

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)

المعنى الإجمالي للآيات:

يأمرُ الله تبارك وتعالى عباده في هذه الآيات بعبادته وعدم الإشراك بِهِ وطاعته، وقد قَرَنَ طاعته بطاعة الوادين وبّرهما والإحسان إليهما في الكِبَرِ، والرحمة والتواضع لهما وعدم التضجُّر منهما ومعاملتهما باللطفِ واللين تقديراً لهما على ما بذلاه من أجلنا في هذهِ الدُنيا.

نتذكرُ:

طاعةُ اللهِ تَعالى مقرونة بطاعةِ الوالدينِ لذَا باتَتْ طاعتهما شرطاً لدخولِ الجنةِ وقدْ ورَدَ أنه جاءَ رجلٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ يَا رسولَ اللهِ مَنْ أحقُّ الناسِ بحُسن صَحابتي؟ قال أمك: قالَ ثم من؟ قالَ: ثمّ أمك قال: ثمّ من؟ قالَ ثم أمك قال ثم أبوك رواهُ البُخاري.


*70*

سورةُ الحشَّر الآيات 24-22

منْ أسماءِ وصفاتِ اللهِ تعالى

بسمِّ الله الرحمنِ الرحيم

سورة الحشر

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24(

المعنى الإجمالي للآيات:

تَتطرَّقُ هذه الآيات الكريمة إلى بعضٍ من أسماء وصفات الله الحُسْنى حتى لينظر المخلوقُ ويتفَكّرَ ويوقِنَ بها ويتدَبَرَّ في معانيها ويؤمن بها ليزدادَ إيمانُهاً وثقة بربهِ وخالقهِ.


*71*

وقد ورَد في الآياتِ الكثيرُ منَ الأسماءِ نوردها ونُبينُ مضمونها:

- عالِمُ الغَيب والشهادة أي يَعْلَمُ كلّ ما يغيب عن مخلوقاته.

- الرّحمن الذي شَمل رحمته كلّ الكائنات

- الرَّحيم الذي يرحم عبادَهُ المُؤمنين

- المَلك أي مالك كلّ شيء

- القدّوس أي المُبَرّأ من كلّ نقص

- السّلام أي ذو السلامة من كلّ عيبٍ

- المؤمن أي الذي يَصدقُ فيما وَعَدَ

- المُهَيْمِنَ أي الرّقيب على كُلّ شيء

- العزيز أي الذي القويّ والغالب

- الجبّار أي الذي يخضع له كلّ شيء

- المُتَكَبِرِّ أي صاحب العَظَمة والمتعالي عن صفات الخَلقْ

- الخالق أي خَلَقَ كلَّ شيء من العَدَم

- البارئ أي مُبْدع ومخترع كل شيء

- المُصَوِّر أي خالق الخلق على صُوَرهم المختلفة

- الحكيم أي ذو الحكمة الذي يَحْكُمُ في كلِّ شيء

يُحب اللهُ تعالى أن يناديه عبادهُ بصفاتهِ لما فيها منَ الخُضوع والرّجاء والدّعاء يقول تعالى وللهِ الأسماءُ الحُسنى فادْعوهُ بِها وذَروا الذينَ يُلحدونَ في أسمائهنَ سَيجزونَ مَا كانوا يَعْملون سورة الأعراف 180.


*72*

الفصلُ الثَّالث الحَديثُ الشَّريفُ


*72*


*73*

الفصل الثالث: الحَديث النبوي الشريف

دَرْسُنا الأوّل: الصَّحابي والتّابعيّ صفحة 74

دَرْسُنا الثّاني: دور التّابعين في تدوين الحديث الشريف صفحة 76

دَرْسُنا الثّالث: حديثُ (الإحسان في كُلّ شيء صفحة 78

دَرْسُنا الرّابع: حديثُ تغيير المُنْكَرِ صفحة 81

دَرْسُنا الخامِس: حديث فَضْلِ الذَّكْرِ صفحة 84

دَرْسُنا السَّادس: حديثُ المؤمن القويّ صفحة 86

دَرْسُنا السَّابع: حديثُ تنفيس الكربات صفحة 89


*74*

الصحابي والتّابعي

يُعتبرُ الصّحابةُ والتّابعون والسلفَ الصالح بعدَ الانبيتءِ والرسل علماً بأن هنالك الكثير مِنَ الفروقاتِ بينَ الصّحابةِ والتّابعين.

عاشَ الصحابة والتّابعون السَلف الصّالح بعد الانبياءِ والرُسل في عهد الرسولِ وكان لهم فضلٌ كبيرٌ في نشرِ الإسْلام والدَّين ونقل الوحي والحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فهم الذينَ نقلوهُ إلى الجيل الذي بعدهم.

منْ هوَ الصَّحابي؟

والصَّحابي هُوَ من أَدْرَكَ النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) واجتَمَعَ بِهِ ورآهُ وآمنَ بِهِ ثُمَّ ماتَ وهُوَ مسلمٌ.

ومن الصَّحابة أبى بكر الصّديق وعُمَر وعثمان وعليّ وعبد الله بن عبّاس وعبد الله بن عمر وغيرهم ومن الصّحابيات خَديجة وعائشة اللتان لُقَّبتا بأمّهات المؤمنين.

منْ هوَ التّابعي:

التَابعيّ فَهُوَ من لَقِيَ أو رأى أحد الصحابة، ولكنّه لم يَرَ الرّسولَ (صلى الله عليه وسلم) علماً بأنَّهُ آمَنَ بِهِ ومات مُسْلِماً، وقد أخذ التابعون عن الصحابة الحديثَ والعِلْمَ وحسن الخلق.

وأمّا التابعين همْ الذينَ لقُوا التّابعين ولمْ يُدركوا الصحابةَ رضي اللهُ عنهم.

والتّابعون مثلَ سعيدُ بِنُ المُسَيّبِ وعروة بنُ الزُبير والحًسن البصري ومجاهد بن جبرٍ وسعيد بن جبرٍ وعكرمة مولّى ابنِ عباسٍ وغيرهم رحمهمِ الله.

وأتباعُ التّابعين مِثل: الثَّوريّ ومالكِ وربيعةِ والحسنِ بن صالحٍ وعبد اللهِ بنِ الحسَن وابنِ أبي ليلى وغيرهم رحمهمُ اللهُ.


*75*

أسئلةُ التّقييم والتّقويم

عرفّوا ما يلي:

- الصّحابي: --

- التابعيّ: --

- أتباعُ التابعين: --

- بينوا فضلَ كلٍ من الصّحابي والتّابعي في نشرِ دينِ الإسْلام؟ --

- يُعْتَبَرُ عصرُ الصحابةِ والتابعين أفضل العصور على الإطلاق لماذا؟ برأيكم؟ --

- اذْكروا أسماءَ خمسةِ تابعين. --

للبحث البيتيّ

لقدْ بَلَغَ عَدَدُ الصحابة رضوانِ اللهِ عليهم أكثر من مائة وعشرين ألفاً، ومنهم مَنْ لُقِّبُوا بِ (العشرة المبشَّرين بالجنّة). اِبحثوا في كتبِ السيرةِ أو الانترنت عن أسماءِ المُبشرينَ بالجنة وسجلوها واحفظوها غيباً.


*76*

دورُ التابعينَ في تدوينِ الحديثِ النبويِّ الشّريف

كان للتابعين دورٌ كبيرٌ في تدوينِ السنةِ النبويةِ لا يقلُّ أهمية عن دورِ الصحابةِ رضي الله عنهم فقدْ تلقى التابعونَ الرّواية على أيدي الصّحابةِ الكِرام وحملوا عنهمُ الكثيرَ منْ حديثِ رسولِ الله.

لقدْ حاوَلَ الصحابة (رضي الله عنهم) في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) اقناعّهُ بضرورة جمع وتدوين الأحاديث النبويّة الشريفة وكتابة بَعضها، إلّا أنَّ الرسولَ الكريم رَفَضَ الفكرةَ في بادئ الأمر خوفاً من اختلاط كلام الله تبارك وتعالى (القرآن الكريم) وكلام الرسول (صلى الله عليه وسلم)، كما أنَّهُ أراد يصُبُّوا جُلَّ جهودهم في حفظ وكتابة القرآن الكريم، فاقتصرَ اهتمامهم بالحديث الشريف عل عل ظِهِ في الصدور وروايته لمن يليهم.

استَمرَّ الصحابة رضي الله عنهم - على نَهجِ الحفظِ لا التدوين أيضاً بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) علماً بأنَّهُ وُجِدَت بعض الكتابات المتفرِّقة لأحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم).

أمّا عهد التابعين فقد كان مُغايِراً عن عهد الصحابة فيما يخصُّ تدوين الأحاديث النبويّة، حيث بدأوا بتدوينه في الصُّحُفِ بشكلٍ رسميّ لأسبابٍ عدةٍ.

أسباب تدوين الأحاديث النبويَّة الشريفة في عهد التّابعين فهي:

1. وفاة الكثير من حَفَظَةِ الأحاديث النبويّة الشّريفة.

2. كثرة رواة الحديث وطول سلسلة الرواة لصعوبة حِفظها.

3. عدم فسح المجال أمام الحاقدين على الإسلام والمسلمين في الافتراء على الرّسول (صلى الله عليه وسلم).

نتذكرَّ

- إِنْ من أشهر مَنْ ترك بصمته على جمع وتدوين الحديث في عهد التابعين كان الخليفة عمرُ بن عبدُ العزيز والإمام الزهريّ وسفيان الثوريّ وسعيد بن المسيِّب وغيرهم.

- قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من كَذَبَ عَليَّ مُتَعَمِداً فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعدَهُ منَ النّارِ) رواه البُخاري ومسلم كانَ الحديثُ رادعاً لكل من تُسولّ لهُ نفسهُ الكذبَ على الرسولِ الكريم.


*77*

أسئلة التّقييم والتقويم:

- ما سببُ نهيِّ الرَّسولُ (صلى الله عليه وسلم) عن تدوين الأحاديث الشريفة في عَهْدِهِ؟ --

- اذكروا اثنينِ ممن كانَ لهُمْ دورٌ بارزٌ في تدوينِ الحَديثِ النبويِّ في عهدِ التّابعين؟ --

- ما الأسباب التي دَعَتْ إلى تدوين الحديث في عهد التابعين رضي الله عنهم-؟ --

- اذكروا حديثاً شريفاً يحثُّ على نَقْلِ الأحاديث عن الرسول (صلى الله عليه سولم) بكتمل الدقة دون تزويرٍ أو تحريف أو كذبٍ. --

للعمل البيتيّ:

أجرواِ مقارنَةً في دفترك بَيْنَ تدوين الحَديث النبوي في عهد النبيّ (صلى الله عليه وسلم) وعهد الصحابة وعهد التابعين ثم سجّلوا هذهِ المقارنةِ في دفاتركَم.


*78*

الحديثُ الأولّ حديثُ الإحسانِ في كلِّ شيء 78

عن أبي يَعلى شدّاد بن اوس (رضي الله عنه) عن الرسول (صلى الله عليه سلم) قال:

(إنَّ اللهَ كَتَبَ الإحسانَ على كُلِّ شيء، فإذا قَتَلْتُم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتُم فأحسنوا الذَّبحة، وليُحِدّ أحدكم شَفْرَتَهُ، وليُرِحْ ذبيحَتَهُ) رواهُ مُسلم.

مفرداتُ الحديثِ:

- كَتَبَ أي فَرَضَ

- الإحسان تعني الرِّفق والمعاملة الحسنة

- يُحِدّ يجعلها حادّة

تَذكَّرْ

الرِّفق بالحيوان هي ميزة إنسانية نبيلة حثنا عليها ديننا وعلينا أن نتحَلى بِها.

أوصانا الله تعالى أيضاً بالإحسانِ في كلِّ شيء قال وأحسنوا إنَّ اللهَ يُحبُ المُحسنين سورة البقرة 195.


*79*

شَرْحُ الحديثِ:

يدُلنا هذا الحديثُ الشّريفُ على أنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنا أن نُحْسِنَ ونصدق أعمالنا وأفعالنا وعبادتنا ومعاملتنا مع أيّ مخلوقٍ كانَ.

حتى إنْ أردنا أن نَقْتُلُ ما يجوز قَتله كالعقرب والأفعى فيجِبُ عدم تعذيبِهِ والعمل على قتلِهِ بأسرع وأسهل طريقة حتى لا يشعر بألّمٍ ومُعاناة.

وإن أردنا أن نَذَبَحَ ما يحلُّ ذبحُهُ وأكله، علينا أن لا نُعَذِّبَ الحيوانَ عند الذبح. فيجب عدم سحبِهِ إلى المذبح بالقوّة كما يجِبُّ أن نَحدَّ سكينَ الذَّبح فنقومُ بذبحهِ لنخففَ آلامه حتى حينَ ذبحه.

راوي الحديثِ:

هو أبو يَعلى شدّاد بن أوس بن ثابت بن الخَزْرَجِيّ الأنصاريّ، كانَ والياً على إمارة حِمْص، كانَ زاهداً وحريصاً على تبليغ ما سَمِعَ من كلام النبيّ (صلى الله عليه وسلم) توفِّيَ في بيت المقدس عام 58 هجري.

نتذكر:

- يَحُثُّنا الإسلام على إتقان أي عملٍ نقوم به.

حيثُ قالَ تعالى:

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولُهُ والمؤمنون وستثردونَ على عالمِ الغَيبِ وَالشهادةِ فيُنبئكم بما كُنتم تَعملون سورة التوبة 105

- الإسلام دينُ رَحمة ورفقٌ بالإنسان والحيوان. لذا يأمرنا بالإحسان بكلّ شيء وعدم الإساءة لأيِّ كان.


*80*

أسئلةُ التقييم والتّقويم:

- ما المقصودُ بالإحسان؟ --

- ما هي أنواع الإحسان التي تطرَّقَ إليها الحديث؟ --

- لماذا يُجيزُ الإسلامُ قَتْلَ بَعْضِ الحيوانات؟ --

- اِشرح كيف يكون الإحسان عندَ الذَبْحِ؟ --

- أوردوا آيةً قرآنية تحثُ علَى الإحْسان؟ --

للعملِ البيتي:

لقد أعدَّ اللهُ تَعالى منَ الفضلِ الكثيرِ لمن يُحسن إلى الحيوانات وقدْ وردَ في هذا الكثيرُ منَ الأحاديثِ النبويةِ الشريفةِ ابحثوا في كُتُبِ الحديثِ أو في الشبكةِ العنكبوتيةِ عنْ حديثِ يُبينُ ذلك الفّضل.


*81*

الحديثُ الثاني حديثُ تغييرِ المُنكرِ

عن أبي سعيدٍ الخُدرِيّ (رضي الله عنه) قال: سَمِعْتُ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) يقولُ: مَنْ رأى منكُم مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فإن لم يستطِعْ فبلسانِهِ، فإنْ لم يَسْتَطِعْ فبِقَلْبِهِ وذلك أضعَفُ الإيمان رواهُ مُسلم.

مفرداتُ الحديثِ:

- مُنْكَراً الأشياء التي نهانا عنها اللهُ ورسولُهُ.

نَتّذكَّرْ:

- يَحُثُّنا الإسلام على أن ننهى عن المُنْكَر وأن نبتعدَ عن كل ما نهانا عنهُ الله عَزَّ وَجَلَّ والرسول (صلى الله عليه وسلم).

- يؤكدُ الحديثث الشريفُ بأن النهيَ عن المُنكرِ واجبٌ تماما كما بالمعروفِ لذا وعدَ اللهُ عزَّ وجلّض من ينهى عنِ المُنكرِ ويبتعدُ عنهُ بأجرٍ عظيم.

- لا بدُّ من النهيِّ عن المُنكرِ بأسلوبٍ حسنٍ ولينٍ ولطيفٍ.

- لا بدَّ ومنْ أن ننهَى أنفسنا قبلَ أنْ ننهَى غَيرنا تماماً كما قالَ الشاعرُ أبو الأسودِ الدُؤلي:

لا تنهَ عن خُلُقِ وتَأتي بِمثلهِ عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ

ابدأْ بنفسكَ وانهَها عنْ غَيّها فإذا انْتَهتْ عنهُ فأنتَ حَكيمُ.


*82*

شرحُ الحديثِ الشريف:

- يُعتبر النَهيُ عنِ المنْكَر واجبٌ من واجبات المسلم اتّجاهَ دينهِ واتِّجاهَ دعوته إلى الله تعالى حتّى لا يُتاحَ مجالٌ لنشرِ وازدياد الفساد والفاحشة والرذيلة والظُلم بين الناس.

من بابِ حرصنا على هذا الدين كانَ لا بُدّ من نصحِ الناس قدر المستطاع لتركِ المُنْكَرِ واستِبدالِهِ بكلِّ وخيّرٍ، لذا أشار الحديث الشريف إلى ثلاث مراتب من هذا التغيير وهيَّ:

التَّغَييرُ باليد: وهي أن ننهى غيرنا عنِ القيامِ بأعمالٍ مُنْكَرة عن طريق استعمال اليد مباشرةً إن عنادٌ في الإمرِ، كأن تُقابلَ متشاجرين فيستدعي الأمر التدّخُّل وهذا من تغيير المُنْكَر باليَدِ.

التَغييرُ باللسانِ: وهُوَ أن تنهى عن مُنْكَرٍ بالنصيحة والموعظة الحسنة وإرشادُ الخَلْقِ إلى الحَقِّ كأن تنهى صديق عن خُلُقٍ قبيحٍ.

التغييرُ بالقلب: وهو أن تُنْكِرَ فعلاً مُنْكَراً بقلبك بعد أن عَجِزْتَ عن تغييره باليد واللسان. فإن مَرَرتَ بمنكرٍ لا يمكنك تغييرهُ فلا تبخَل على نفسك في أن تنكره في قلبك على الأقلّ.

راوي الحديثِ:

هُوَ أبو سعيدٍ سعد بن مالك بن سنان الخُدَرِيِّ. عُرِفَ بحرصِهِ وإخلاصِهِ لإسلامه، شارك مع الرَّسول (صلى الله عليه وسلم) في اثنتي عشرة غزوة، وكان من علماء وفقهاء الصحابة. توفِّيَ في المدينة المنوّرة عام 64 هجري.


*83*

أسئلةُ التّقييم والتّقويم:

- كيفَ يكونُ النهي عنْ المُنكر؟ --

- لتغييرِ المُنكرِ أثرٌ كبيرٌ على أحوالِ مجتمعنا كيفَ ذلك؟ --

- كيفَ يكونُ حالنا برأيكم إنْ لم نَقمْ بالنهيِ عنِ المنكر؟ --

- كيفَ تتصرفونَ لوْ:

أ. شاهدتم صديقاً يُؤذي قِطاً؟ --

ب. لاحظتم زميلكم يتفوهُ بكلماتٍ بذيئةٍ؟ --

للعملِ البيتي:

اذْكُروا خمسةَ أمورٍ تَرونها في حَياتنا وتودونَ تغييرها ليكونَ حالُنا بخيرٍ.


*84*

الحديثُ الثالثُ حديثُ فضلُ الذّكر

عن أبي هُرَيرة (رضي الله عنه) قالَ: قالَ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم): كَلِمتانِ خفيفتان على اللّسانِ، ثقيلتانِ في الميزانِ، حبيبتانِ إلى الرّحمنِ: سُبْحان اللهِ وبحَمْدِهِ، سُبْحان اللهِ العظيم رواهُ البُخاري وَمُسْلم.

مفرداتُ الحديث:

- كلمتان خَفيفتان أي سهلتا النُطْقِ

- ثقيلتانِ في الميزانِ أي كثيرتا الأجر والثواب

شَرْحُ الحديثِ الشريفِ:

يَحُثُّ الحديثُ الشريفُ على ذِكْرِ الله تبارك وتعالى وبيانِ فضلِ هذا الذّكرِ، حيثُ يبقى العَبْدُ باتصال دائم مع خالقِهِ وهذا من أسمى العبادات.

يقولُ الله عَزّ وجلّ:

(الذّين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرونَ في خلقِ السماواتِ والأرضْ ربنا ما خلقتْ هذا باطلاً سُبحانكَ فقِنا عَذابَ النّار سورة آل عمران 191

فعندما يقولُ العبد (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) فهو يؤكّد ولاءَه لخالقه ويؤّكدُ أنّ الله تبارك وتعالى قد تنَزّهَ عن كلّ عيبٍ كُلِّ نقصٍ، وهذا الذّكر كفيل لتنالَ محبّة الله تبارك وتعالى، وعلى الرُّغم من أنّ الذّكر هو أخفّ العبادات وأسهلها على اللسان، فهو عظيمٌ في الأجر وحبيبٌ إلى الله تبارك وتعالى، لذا علينا أن نُداوِمَ عليه في اليوم والليلة وفي كلِ حينٍ.

راوي الحديثِ:

هو أبو هُرَيرة عبد الرّحمن بن صخر الدّوسيّ، من أكثر الصحابةِ روايةً وحِفظاً لأحاديث النبيّ (صلى الله عليه وسلم) توفِّيَ في المدينة المنّورة عام 57 هجري.


*85*

أسئلةُ التقييمِ والتّقويم:

- ماذا يُقصدُ بِ:

أ. كلِمتان ثقيلتانِ في الميزان؟ --

ب. كلمتانِ خفيفتانِ علَى اللِسان؟ --

- اذكروا فضل وفوائِد الذكرِ والتسبيح؟ --

- ماذا نعني بالقولِ سبحانَ الله وَبِحَمْدِهِ، سبحانَ الله العظيم؟ --

- اٌذكر ثلاث معلومات عن راوي الحديث أبي هُرَيرةَ (رضي الله عنه). --

للعملِ البيتيِّ:

هُنالك الكثيرُ من الأحاديث النّبوية التي تدثلُ على فضلِ وأهميةِ الذكر. ابْحثوا في موسوعاتِ الحَديثِ أو الشبكةِ العنكبوتيةِ عن تلكَ الأحاديثِ وسَجلوا اثنينِ منها في دَفترك.


*86*

الحديثُ الرابعُ حديثُ المؤمنِ القّوي 86

عن أبي هُرَيرة (رضي الله عنه) قالَ: قالَ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم):

(المؤمنُ القَويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضّعيفِ وَفِي كُلِّ خيرٍ). رواهُ مُسْلم

مفردات الحديث

- المُؤْمِنُ القويُّ أي القويُ في إيمانِهِ وعلمِهِ وجِسْمِهِ.

راوي الحديثِ:

هو أبو هُرَيرة عبد الرّحمن بن صخر الدّوسيّ، من أكثر الصحابةِ روايةً وحِفظاً لأحاديث النبيّ (صلى الله عليه وسلم) توفِّيَ في المدينة المنّورة عام 57 هجري.

هل تَعْلَم

أنَّ راوي الحديث أبو هريرة (واسمه عبد الرحمن بن صخر)، لُقِّبَ بهذا الاسم بسبب هِرَّةٍ مكانَ يأويها ويرعاها ويطعمها.

وهو اكثرُ الصحابة روايةً لأحاديث النبيّ (صلى الله عليه وسلم).

87*

شَرْحُ الحديثِ:

يدعو النّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) في هذا الحديث المؤمنَ للحرصِ والحفاظ على الإيمان في الجسم وشتّى أمور الحياةُ على أن تعود هذه القوَّة عليه بالخيرِ، فكلّما كانَ المؤمنُ قوياً كانَ أقربَ لمحبَّةِ اللهِ عَزَّ وَجلَّ.

ومن صورِ القوةِ التي يحثنا عليها الدين قوة في الإيمانِ والعقيدةِ فتجعل إيماننا في ازدياد مستمر وقوةٌ في الجسم والبدن لننتهز هذه القوّة في عمل الخير ومساعدة الخَلْقِ، وقوّةٌ من اللسان نستعملها لنشر الدين والدعوة إلى اللهِ.

إذْ ينبغي أن يكونَ المؤمنُ قوياً في كلِّ شيءٍ ذا أهمية عاليةٍ في أمر دينهِ ودُنياه لأن العموم الحَديث يشملُ ذلك كُله فالمؤمن قويٌ في توحيدهِ وإيمانه ويتوكلُّ علَى الله تعالى في أمورهِ كلها ويدعو إلى دينه وينشره فيكون قويًا في صلاتهِ فلاَ يُفرط فيها أبداً وقويًا في أداءِ ما أوجب الله عليهِ منَ الزكاة فلاَ ينقصُ منها شيئاً ولاَ يؤخرها عن وقتها ويؤديها إلى مستحقها وهكذا في صيامه وحجه وبره بوالديهِ وغير ذلك كما ينبغي قوياً في عملهِ في دُنياه وهكذا يتحققُ في المؤمن وصفَ المؤمنِ القويّ منْ جَميعِ جَوانبه.

نتَعَلَّم ونكتَشَفْ:

- يُحبُّ اللهُ تعالى كلّ عباده إلا أنه يفضلُّ القويَّ في كلّ الأمورِ الدّينية والدّنيوية.

-يجب الحرص على كْسَبَ القُوّة في كُلِّ شيء للفوزِ بمحبّة الله ورضا الله تعالى أولاً وخَدمَة هذا الدينِ بالشكلِ السّليم ثابتاً.


*88*

أسئلةُ التّقييم والتقويم

- اشرحوا المقصود فيما يلي من حديثِ رسولِ الله:

أ. المؤمن القويّ.

ب. المؤمن الضعيف.

- ما هو فضل المؤمن القويّ عند اللهِ عزَّ وجلَّ؟ --

- كيفَ يمكن المؤمن القويُّ أن يخدمَ دينَهُ حَسْبَ رأيك؟ --

- بيِّنوا صورَ القوّة للمؤمن التي يأمرنا بها رسولنا الكريم؟ --

للعملِّ البيتي:

هنالك الكثيرُ منَ المَجالاتش التي يُمكن للمؤمنِ القويِ أن يخدمَ بها دينه سجّلوا في دفارتكم ثلاثة أمورٍ ينبغي للمؤمنِ أنْ يكونَ فيها قوياً.


*89*

الحديثُ الخامِسُ حديثُ تنفيس الكربات عن المُؤمنِ

عن أبي هُرَيرة (رضي الله عنه) قالَ: قالَ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) يقولُ:

(مَنْ نَفّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً من كُربِ الدُّنيا نَفّسَ اللهُ عنهُ كُرْبَةً من كُرَبِ يوم القيامةِ، وَمَنْ يَسّرَ على مُعْسِرٍ يَسّرَ الله عليه في الدُّنيا والآخرة، واللهُ في عونِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَونِ أخيه) رواهُ مُسْلم.

مفرداتُ الحديثِ:

- نَفَّسَ أي خَفّفَ.

- كُربةً حُزناً أو شدة عظيمة.

- سَتَرَ أي أخفى عيباً

- عَون: أي مساعدة.

شَرْحُ الحديثِ الشّريٌف:

هذا حديثٌ عظيمٌ جامعٌ لأنواعِ العلومِ والآداب فيه فضل قضاءِ حوائج المُسلمين ونفعهم من علم أو مالٍ أو معاوية أوْ إشارة بمصلحة أو نصيحةٍ أو غيرِ ذلك.

يبيّنُ الحديثُ الشّريفُ أهَميّة أن يشعر المؤمن بأخيه المؤمن وأن يُحِبَّ لَهُ ما يُحبُ لنفسِهِ، فيشير الحديث إلى ثلاث نقاطٍ مهمَّة.

تنفيسُ الكُرْبَة: بها نُخَفِّف مِنَ همِّ وحزنِ إخواننا، كأن نسدّ دَيْنَهُم أو نقضي حَوائجهم، وبالمقابل وعدنا الله بتنفيس كربات يوم القيامة علماً بأن كربات الدنيا لا تساوي شيئاً أمام كربات يوم القيامة.

التَّيسير على المُعْسِرِ: أي أن تخفّف على من ضاقت بِهِ الدَنيا ليعيش بكرامةٍ ورغد، كأن نُيَسِّر على بعضٍ في الرزقِ وفي البيع والشراء وغير ذلك.


*90*

أسئلة التقييم والتقويم

- ماذا يعني بتنفيسِ الكربات؟ --

- ما هوَ سر حرصِ الإسلام على العلاقة الطيبةِ بينَّ المسلمين؟ --

- كيف يكون سترُ المُسلم على أخيهِ المسلم؟ --

- أعطوا مثالاً على كل مما يلي:

أ. تنفيسُ كربةٍ على المؤمن. --

ب. السترُ على المؤمن. --

- ماذا أعدَ اللهُ تَعالى لمنْ يسترُ على المُسلم؟ --

للعملِ البيتيِّ:

اكتبوا في دَفاتركم بعضاً منَ الأفعالِ التي منْ شانها أن تُيسِّرَ عَلَى أخيكمُ المُسلم في حياتهِ. --


*91*

الفصلُ الرابعُ الفِقهْ الإسْلاميُّ العِباداتُ


*91*


*92*

الفَصْلُ الرّابع: الفِقه الإسلامي العبادات

دَرْسُنا الأوّل: الوُضوء صفحة 93

دَرْسُنا الثاني: التّيمُم الحِكمة والمشروعية صفحة 97

دَرْسُنا الثالث: المسح على الخُفّين والجّبيرة صفحة 100

دَرْسُنا الرابع: صلاة الجُمعَةُ وفضلها صفحة 104

دَرْسُنا الخامِس: الصيامُ وآدابه صفحة 107

دَرْسُنا السَّادس: صلاةُ العيدين صفحة 110

دَرْسُنا السَّابع: الأضحيةِ صفحة 113

دَرْسُنا الثامن: زكاةُ الزروعِ والثمارِ والمَواشي صفحة 115


*93*

الوُضوءُ


*93*

لَقدْ حثَنا دينناُ الإسلاميُ على التطهُّر، فكانَ الوضوءُ شرطاً لصحة الصلاة، فلا تَصِحُّ صلاةٌ بغيرِ وضوءٍ. قالَ الرّسول (صلى الله عليه وسلم): (من تَوَضّأَ فَأَحْسَنَ الوضوءَ خرجت خطاياهُ من جَسدِهِ حتى تخرج من تحت أظافرِهِ) رَواهُ مُسْلِم.

الوضوءُ هوَ الأساسُ الذي تُبنى عليهِ الصلاةُ فإنَ صحَّ الوُضوءُ صّحًّتِ الصَلاةُ وإنْ فسدَ فقدْ فسَدَتْ الصَلاةُ وذلكَ لأنّ الوضوءَ شرطٌ لصحَةِ الصّلاةِ لذلكَ يَنبغي على المُسلمِ أن يَعي جَيداً كيفيةِ الوُضوءِ الصَّحيحِ.

معْنى الوُضوءُ لُغةَ:

الوُضوءُ لُغةً مِنَ الوَضاءةِ أي حُسنُ والنظافةِ.

والوّضوءُ بفتحِ الواوِ أي الماءُ الذّي يَتوضأ بهِ وقيلَ المَصدرُ الوضوءُ بضّم الواوِ.

والوضوءَ شرعاً أي استعمالُ الماءِ الطهورِ لأعضاءٍ مخصوصةٍ وهِيَ الوَجهُ واليَدانُ والرأسِ والرّجلانِ.

ما هوَ حكمُ الوضوء:

يكونُ الوضوء فراضاً في الحالاتِ التاليةِ:

- الصلاةُ: الوضوءُ فرضٌ على المُحدثِ إذا أرادَ القِيامَ بالصلاةِ سواءٌ كانتْ الصّلاةُ فرضاً أمْ نافلةً قال الرسولُ لا تُقبلُ صلاةٌ بغيرِ طهور. رواهُ مسلم.

- الطّواف: الوُضوءُ فرضٌ للطذوافِ سواءٌ كانَ الطوافُ فرضاً أم نافلةُ.

- مسُّ المِصحفِ: الوضوءُ فَرضٌ لِمَسِ المِصحفِ لقولهِ عزَّ وجلَّ لا يَمسَّهُ إلاَّ المُطهرون سورة الواقعةِ 79.


*94*

كيفيةُ الوضوءِ:

قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)

(أمامكَ رسم عن كيفيةِ الصلاةِ استعنِ بالمُعلمِّ)


*95*

فرائضُ الوُضوءِ المُستمدةِ منَ الآيةِ الكريمةِ هِيَ:

1. النيّة ومكانها في القلب

2. غسل الوجه

3. غسل اليدين إلى المرفقين

4. مسح الرأس (أو جزء منه)

5. غسل الرّجْلَين إلى الكَعْبَيْن

6. الترتيب في هذه الأركان

وأمَّا سننُ الوُضوءِ فَهِيَ:

وفرائض الوضوء هي:

1. النيّة ومكانها في القلب

2. غسل الوجه

3. غسل اليدين إلى المرفقين

4. مسح الرأس (أو جزء منه)

5. غسل الرّجْلَين إلى الكَعْبَيْن

6. الترتيب في هذه الأركان

وفرائض الوضوء هي:

1. النيّة ومكانها في القلب

2. غسل الوجه

3. غسل اليدين إلى المرفقين

4. مسح الرأس (أو جزء منه)

5. غسل الرّجْلَين إلى الكَعْبَيْن

6. الترتيب في هذه الأركان

وأمَا سننُ الوُضوءِ فهيَ:

1. البسمَلة في بداية الوضوء.

2. غسل اليدين إلى الرسغين وتخليل الأًصابع.

3. المضمضة والاستنشاق ثلاثاً.

4. التثليث في غسل الوجه اليَدَيْنِ والرّجلين.

5. مسح الأذنين مَرَّةً واحدةً.

6. التيامُن باليد اليُمنى والرجل اليُمنى.

7. الموالاة عند غسل الأعضاء.

8. الدُعاء والتشهُّد عند الفراغ من الوضوء.

9. استخدام السِّواك.

نتذكرُّ:

- الوضوءُ شرطٌ لِصحةِ الصَلاةِ والطَّواف ومَسِ المصحفِ الشَّريف.

- للوضوءِ فَرائضٌ وسننٌ عَديدةٌ

- لاَ يَجوزُ تركُ أحدِ الفَرائضِ الوضوءِ

- في حالِ تَركنا إحدى سننُ الوُضوءِ يكونُ الوُضوءُ صَحيحاُ لأنَ السُننُّ مَندوبٌ فعلها فنؤجرُ على ذلك.


*96*

أسئِلةُ التّقييم والتّقويم:

- مَاذا يُقصدُ بِالوضوءِ منَ الناحيَةِ اللُّغويةِ؟ --

- اذْكُروا العِباداتِ التي تَستَوجبُّ الوُضوء؟ --

- هُنالِكَ آيةُ كَريمةٌ تُبينُّ فرائِضَ الوضوءِ اكْتُبوها؟ --

- أوْرِدوا حَديثاً نبوياً شريفاً يُبينُّ مَشروعية وَفضلُ الوُضوء؟ --

- عددِّوا خَمسُ سُننِّ الوضوءِ. --

- مَا هُوَ حكمُ تَرْكَ:

أ. أحدِ فرائِضِ الوُضوء. --

ب. إحدى سُننِّ الوُضوءِ. --

للعملِّ البيتي:

تُوَضَّؤوا للصلاةِ وَدوَّنوا في دَفاتركم فَرائِضَ وسُننِّ الوضوءِ بِالترتيبِ.


*97*

التَّيَمُّمُ

لقدْ تَعَلَّمنا بأنَّ الطهارة شرطٌ لصحة الصلاة، وكانَ الوضوءُ وسيلة لبلوغ هذه الطّهارة، علماً بأنها عبادةٌ بِحَدِّ ذاتها، لكن! ما العمل إن استحالَ استعمالُ هذا الماء لانعدامِهِ مثلاً؟

يقولُ تعالى:

(فلم تجِدوا ماءً فَتَيَمّمُوا صعيداً طَيِّباً فامسحوا بوجوهِكم وأيديكُم إنّ الله كانَ عَفّوًّا غفوراً) سورة النساء 43

- الصعيد أيْ التُّراب

التَّيممُ في اللُغةِ العربيةِ:

وهوَ القصدُ والتوجه فإذا قيلَ تيممَّ فُلانٌ أو يممَّ نَحوَ المَدينةِ فَالمعنى أنَّه توجهَّ نحوَ المَدينةِ وقصدَ المدينة أمَّا التيممُّ اصطلاحاً فهُوَ قصدُ الصًّعيدِ الطّاهرِ أي التّرابِ الطاهرِ واستعمالهِ بنيَّةِ التطهرِ مِنَ الحَدَثِ عندْ عدمِ وُجودِ الماءِ أو عدَمِ القدرةِ عَلى استعمالِ الماءِ في حالِ وجودهِ.

كيفية التيممِّ؟

هوَ أن نستعمل التراب الطاهِرَ لمسح الوجه واليدين بقصدِ الصلاة بدلاً من الوضوء، والحِكمة من هذا هو التّسهيل على المسلم استحالةُ الحصولِ على ماء الوضوء أو وُجود عُذر يبيحُ التَّيَمُّمَ.

وبعدَ هذا يَنوي التّيمم يضربُ عَلى الترابِ ضَربتين ضربةٍ للوجهِ وضربةٍ لليدينِ إلى المرفقين.

ويُشترط في التيمم أن يكون التراب طاهراً، وأن يتم هذا التيمّم بعد دخول وقت الصلاةِ التي تَنوي أداءَهَا شريطة أن يكون الماءُ مفقوداً.


*98*

نتذكرُّ:

- يجوزُ التيممُّ عندَ عدَمِ وُجودِ ماءَ الوُضوءِ.

- يجوزُ التيممِّ إن وُجدَّ لكنهُ ليسَ بالإمكانِ استعمالهُ لعذرٍ مُعينٍ او لصعوبةِ الحصولِ عليهِ أو لكونهِ بارداً جداً يستحيلُ تحملهًّ.

- إن وجدَت الأعذارُ تيممَّ المُسلمُ بالترابِ أوْ بالرملِّ أو بالحَصى أو بالحَّجرِ شريطةً أن يكونَ طاهراً.

مُدَّة التَّيَمّم؟

يَظَلُّ المسلم يَتَيَمَّمُ مادام العذرُ موجوداً ألا وهو انعدام الماء أو استحالة استعماله، فإنْ وُجِدَ الماءُ توقَّفَ عن التَّيَمُّمٍ ويعودُ إلى الوضوء.

مُبْطلات التَّيَمّم:

- كُلُّ ما يبطِلُ الوضوء يُبْطِلَ التَّيَمُّم.

- إذا وُجِدَ الماء بَعْدَ انعدامِهِ بَطُلَ التَّيَمُّم.

- إذا كانَ المريضُ غير قادرٍ على استعمال الماء وأصبح مستطيعاً بَطُلَ التَّيَمُّم.


*99*

أسئلةُ التقيممِ والتقويم:

1. ماذا يُقصدُ ب التيممِّ لغة؟ --

2. ماذا يُقصدُ بالتيممِ اصطلاحا؟ --

3. لِماذا برأيكم شرعَ اللهُ تعالى لَنا التيممِ؟ --

4. بَيّنوا اثنين من الحالات التي يجوز فيها التَّيَمُّم. --

5. اذكُروا آيةُ قُرآنية تُبينُ مشروعية التيمم. --

6. عدّدوا مبطلات التَّيَمُّم؟ --

للعمل البيتيّ

ابحثوا في كُتبِ الحَديثِ أو في الشبكةِ العنكبيوتيةِ عن حديثٍ شريفٍ يبيّنُ مشروعية التَّيَمُّم.


*100*

المسحُ عَلى الخُفينِ والجَبيرةِ

المسحُ رُخْصَةٌ أعطاها الله عَزَّ وَجَلّ للمسلم، حيثُ يستطيعُ الإنسانُ المُتَوَضِّئ بموجبها أن يمسح على خُفّيهِ أو جوارِبِهِ أو الجبيرة ويكونُ حينها الوضوء صحيحاً، ويأتي هذا الأمْرُ مراعاة لظروف المسلم سواء كانَ مسافراً أو مُقيماً.

الفرقُ بينَ الخَّف وَالجوارب:

الخُفُّ هُوَ يُلْبَسُ في القَدَمَيْنِ مِنَ الجِلْدِ، أمّا الجوارب فَهُوَ ما يُلْبَسُ في القدمين من القماش والقطن والصوف ولكلّهم نفس الحُكمُ والمشروعية.

وقد جاءَ جواز المسح هذا من الحديث الوارد عن الرّسول (صلى الله عليه وسلم):

أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ على الخُفّين رواه مسلم.

حكمُ المسحِّ على الخَفين:

يجوزُ المسحُ على الخفين أو الجوربين وقد شرعَ المسحُ تيسيراً وتخفيفاً وتسهيلاً على الناس قهوَ لاَ شكَ رخصةٌ منَ اللهِ تعالى للجميعِ للنساءِ والرجالِ في السَّفر والحضَر والشِتاء والصيفِ والصِحة والمرَض.

وقدْ ثَبتَ المسحُ عليها في أحاديثَ كثيرةٍ في السنةِ النَّبويةِ حيثُ ورد منها أعلاه.


*101*

تَذكَّرْ

إذا كانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قد راعى ظروف الناس وأحوالهم فَمَن نَحْنُ حتى لا نُراعي ظروفهم وأحوالهم.


*105*

كيفيةُ المسح على الخُفّين

يكونُ المسحُ بإمرارِ باطنِ اليدِ وهي مبلولة على ظاهرِ القدَمِ فوقَ الخُفِّ أو الجَورَب بَدلاً مِنَ غسلِ القدمين أثناءَ الوُضوءِ وفقَ شروطٍ مُعينةٍ في وقتٍ مُحددٍ شرعاً.

شروط المَسْحِ على الخُفّين:

1. أن يكون الخِفان طاهرين

2. أن نلبسهما على طهارة

3. أن يكونا ساترينِ للكعبين

كيفيّة المَسْحِ على الخُفّين:

يَكونُ المسح على الخفينِ عن طريق تمرير اليد اليمنى المبتلّة بالماء على الرجل اليمنى من الأعلى ابتداءً بالأصابع حتى نهاية القدم.

وكذا نفعل باليد اليسرى مع الرِّجل اليسرى.

مُدَّة المَسْحِ على الخُفّين:

مُدَّة المسح للمقيم يوم وليلة.

مُدَّة المسح للمسافر ثلاثة أيام.

نواقص المَسْحِ على الخُفّين:

1. ما يُنقص الوضوء ينقص المسح على الخُفّين.

2. انتهاء مُدة المسح.

3. خلع الخفّين أو أحدهما.


*102*

المسحُ على الجَبيرة

الجبيرةُ هي ما يُربط به الجزء المُصاب من الجِسم كانت من جبص أو قماش.

يَجوزُ المسح على الجَبيرة إذا خاف المُصاب عند وضوئه او اغتساله من الضّرر فيكيفه المسحُ عليها فقط.

كيفيَّة السمحِ على الجَبيرة:

يتمُ السمح على الجبيرة بتمرير اليد المبلولة بالماء حوله العصبة أو الجبيرةِ وذلك لمَرّةً واحدةً.

مُدَّة المسحِ على الجَبيرة:

يستمرُ المسح مستمِّرة ما دام الشخص لم يُشْفَ من الإصابة وعند ازالتها تنتهي مُدَّة المسحِ.

شروط المسحِ على الجَبيرة:

1. أن تكون الجبيرة ثابته.

2. أن تُغطِّيَ الجبيرة الجزء المصاب فقظ بدون زيادة.

3. أن يتضرَّر ويتأذّى المصاب إن لامس الماء.

نواقض المَسْحِ على الخُفّين:

- شفاء العضو المصاب.

- إزالة الجبيرة.


*103*

أسئلةُ التّقييمِ والتّقويم

1. مَا المقصودُ بالخِفين؟ --

2. اِشرح مَا المقصودُ بالمسحِ على الخُفين؟ --

3.اِشرح كيف يتمُّ المسح على الخُفّين. --

4. اُذكر شرطاً لجواز المسح على الجَبيرة؟ --

5. عددِّوا نواقض المسحِ علىَ:

أ. الخُفين. --

ب. الجبيرة. --

6. ما هو دليل جواز المسح على الخُفّين؟ --

7. مَا الحكمةُ برأيكم منْ مَشروعية جَوازِ المسحِ علَى الخُفين؟ --


*104*

صلاةُ الجُمعة وفضلُها

يوم الجمعة هوَ أفضلُ الأيّام، عندَ اللهِ تَعالى حيثُ خصهُ الله تعالى عن غيرهِ من الأيام بالكثيرِ ففيه يجتمع الناسُ بصلاةٍ تُؤَلِّف قلوبهم وتُوحّد كَلِمَتَهم وفيها الكثير منَ الفضلِ والأجر والثَواب.

وقدْ وردَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: خيرُ يومٍ طلعت فيه الشّمس يوم الجمعة، فيه خًلِقَ آدم وفيه أُدْخِلَ الجَنَّة، وفيه أُخْرِجَ منها رواه مُسْلِم

وفي خاصيةِ صلاةِ الجمعةِ يقولُ تَعالى:

(يا أيها الذين آمنوا إذا نوديَ للصلاةِ من يوم الجمعة فَاسْعَوا إلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا البيعَ ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون 9 فإذا قَضِيَت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلّكم تَفلحون 10 وَإذا رأوا تِجارةُ أو لَهواً انفضّوا إلَيها وتركوكَ قائِماً قُلْ مَا عِندَ اللهِ خيرٌ ومنْ التِجارةِ واللهُ خيرُ الرازِقين سورة الجمعة 9-11

وصلاةُ الجُمْعَة ركعتان تُؤدّيان في جماعة في المسجد وقت الظُّهر بحيث تسبقهما خطبتان وهيَ

واجبةٌ علَى كلِّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ قادرٍ.


*105*

منْ آدابِ يومِ الجُمعة:

آدابُ الجمعةِ المُستحبةِ كثيرةٌ أهمها:

- الغُسلُ يومَ الجُمعةِ فقدْ قالَ النبيُ إذا جاءَ أحدكم إلى الجمعةِ فلْيغتسلِ متفقٌ عليهِ.

- التَّطيبُّ واللِّباسُ الحَسنُ.

- اسْتخدامُ السِواك.

- التكبيرُ إلى الجمعةِ قالَ النبي: إذا كانَ يوم الجُمعةِ وقفتِ الملائكةِ على أبوابِ المَسجدِ فيكتبونَ الأولَّ فالأولَّ فمثلُ المهجرِ إلى الجمعةِ كمثلِ الذي يهدي بدَنَه ثمّ الذي يهدي بقرةً ثم كالذي يهدي كبشاً ثم كالذيِ يهدي دجاجة ثم كالذي يهدي بيضة فإذا خرجَ الامامُ وقعدَ علضى المنبَرِ طووا صُحفهم وجلسوا يستمعونَ الذكر متفقٌ عليه.

- قراءةِ سورة الكهفِ قال النبيُ منْ قرأ سورة الكهفِ يومَ الجمعةِ أضاءَ لهُ منَ النورِ مَا بينَ الجُمعتين رواهُ البيهقي.

- الإكثارُ منَ الاسْتغفارِ يومَ الجمعةِ.

- الإكثارُ منَ الصَلاةِ على النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم.

- الانصاتُ للإمامِ والتَّفكر في الخطبةِ وتَّدبر مَعانيها.


*106*

أسئِلةٌ التَّقييم والتَّقويم

- بماذا يتميَّزُ يومُ الجُمعةِ عنْ غيرهِ منْ أيامِ الأسبوعِ؟ --

- اذْكُروا حَديًثا نبوياً شريفاً يُبينُ فضلَ يومِ الجُمعة؟ --

- بيِّنوا مشروعية صَلاةِ الجمعةِ من خلالِ آيةٍ كريمةٍ؟ --

- لِماذا سثميت سورة الجمعة برأيكم؟ بهذا الإسم؟ --

- على منْ تَجِبُ صلاةُ الجمعة؟ --

- للجمعةِ اِلكثيرُ منَ الآداب التي يُستحبُ المحافظةُ عليها بينوا ثلاثةً منها. --


*107*

الصيامُ وآدابهُ

مفهومُ الصيام

هوَ أَحَدُ أهم أركان الإسلام الخمسةِ بالامتناع عن تناولِ الطعام والشراب وسائر الأطعمةِ من طلوع الفجر حتى غروبِ الشَّمسِ وهوَ الرُكن الرابع من أركانِ الإسلام ومنَ الأعمال التي أمرنا اللهُ تعالى ورسوله محمد بالقيامِ بها وهو فرضٌ على كلِ مسلمٍ ومسلمةٍ.

والصومُ حكمةٌ عظيمةٌ هي التقربُّ إلى اللهِ تعالى وتعويد للنفسِ على الصبر والتحمل والشعور بالفقراء كما أن للصومِ فوائدٌ عظيمة بدنية عديدةٌ للجهازِ الهضمي وفوائدٌ نفسيةٌ كالشعورِ بالرّاحةِ والطمأنينةِ بأن الإنسانَ يتمُّ ما عليهِ مِن فرائضَ تُرضي اللهَ تَعالى.

قالَ رسولُ اللهِ بُني الإسلامُ على خمسٍ شهادةُ أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمداُ رسولُ الله وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ وصومُ رمضان وحجُّ البيتِ منْ استطاعَ إليهِ سبيلا رواهُ البُخاري.

قال تَعالى

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) سورة البقرة.

نستنجُ مما سلفَّ أن الصومَ واجبٌ على كُلِ مسلمٍ ومسلمةٍ ولا يصحُ الإسلامُ إلا بهِ.


*108*

حُكمُ الصّيام:

للصيامِ حُكمان هما:

- يكونُ الصيام واجباً على المُسلمِ في شهرِ رمضانَ ولاَ يجوزُ تجاهلهُ أبداً لانه فرضٌ لازمٌ ويُعتبرُ تجاهلهُ مخالفةً لشرعِ اللهِ وأحكامهِ.

- يكونُ الصيامُ مُستحباً في أيامٍ مُعينةٍ مثل الصيام يوم الإثنين والخميسٍ وصومُ عاشوراء ويوم عرفةٍ والاوائلِ من ذي الحِجة فلا حرَج عليك إنْ لمْ تَصُمْ ولكَ الأجرً إن صُمتْ.

آداب الصيام:

شرَعَ اللهُ تَعالى لعبادة الصومِ آداباً يرجو مُراعاتها لنيلِ الأجْرِ والثَوابِ ومنها:

- العزمُ على التنافسِ في الخيراتِ عندَ الصِيامِ لزيادةِ الخيرِ والفضلُ والأجرُ.

- الإكثارُ من تِلاوةِ القرآنِ الكريم وقت الصيام.

- الدّعاءُ عندَ الإفطار لأن اللهَ تَعالى خصَّ الصائمُّ بدعوةٍ لا تُرد حيثُ قالَ النبي ثلاثةُ لا تردُ دَعوَتهُم الصائِمُ حتى يَفطر والإمامُ العادلُ والمظلوم. رواهُ الترمذيِ وابنُ ماجة.

- السُحور لأنها تُعينُ المُسلمُ على إتمامِ صومهِ ناهيكَ عنْ الخيرِ والفضلِ فيه وقد وردَ عنِ النبيِّ أنه قال تسحَّروا فإنَّ في السحورِ بركة.

- تَعجيل الفطر فمِنَ السنةِ عدمُ تأخيرِ الفِطرِ إذا غربت الشمسُ فعنْ سهلٍ بن سعيد أن رسولِ اللهِ قال (صلى الله عليه وسلم):

(لا يَزالُ الناسُ بخيرٍ ما عَجّلُوا الفِطْرَ) رواه البخاري

- تَجنبُّ الإفراطُ في الأكلِ والشُربِّ عندَ الإفطار لما فيهِ من الأضرارِ الوَخيمةِ علَى الجِسم.

- تجنبُّ الغيبةُ والنميمةُ وكلُّ كلامٍ فاحشٍ.


*109*

أسئلةُ التقييم والتّقويم

- لماذا فرضَ اللهُ تعالى على عبادهِ الصوم؟ --

- للصيامِ فوائدٌ عديدةٌ اذْكُروا ثلاثَ فوائِد للصومِ؟ --

- قدْ يكونُ للصومٍ واجباً وقدء يكونُ مُستحباً أعطوا مثالاً على كِّل منهما. --

- مَا الفائدةُ البدنيةُ التي يُمكنُ أن نتجنبها منْ وَراءِ عبادةِ الصَّوم؟ --

- بيِّنوا خمسةً من آدابِ الصوم؟ --

للعملِّ البيتي:

اكْتبوا دليلينِ أحدهما منَ القُرآنِ الكَريمِ وآخرَ منَ السُنةِ النبويةِ الشَّريفةِ يُبينانِ وجوبَ الصيامِ وكونه أحدُ أركانِ الإسْلام.


*110*

صلاةُ العيدين

صلاة العيدَ هي الصلاةُ التي تتمُ صُبحتي الفطرِ والأضحى وهي مناسبةٌ للبتهاجِ الروحيِّ ةالتضامنُ الإنسانيِّ لذلك يحرصُ المُسلمون على أدائها بشكلٍ جماعيِ في المساجدِ والمصّليات ورغم كونها لا تتطلبُّ الأذانَ والٌقامةِ ينصحُ المُسلمونَ بالخروجِ إليها والمُحافظةث عليهاهي صلاة بكيفيَّة مُعيَّنة يؤديها المسلمون في صباح يوم العيد.

عيدُ الفطر وهو اليوم الذي يلي شهر رمضان المبارك ويكونُ في الأوّل من شهر شوال.

عيد الأضحى وهو اليوم الذي يلي يوم عرفة ويكون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة.

حكمُ صلاةِ اليعدين:

هي سُنَّةٌ مؤكدَّةُ في حقِ المسلم العاقلِ البالغِ المقيم المتمع بصحةٍ جيدةٍ.


*111*

وقتُ صلاةِ العيدين:

تُقامُ صلاةُ العيدينِ صبيحةَ يومِ عيدِ الفطرِ الذي يوافقُ الأوَّل من شوال وصبيحة يوم عيدِ الأضحى الذي يُوافقُ العاشرَ من ذي الحجةِ ويدخلُ وقتها عندما ترتفعُ الشمس بقدرِ رمحٍ أوْ رمحين وينتهي وقتها قُبيل وقتِ صلاةِ الظهرِ بقليل.

كيفيةُ صلاةِ العيدين:

صلاةُ العيدِ ركعتانِ خلفَ الغمامِ الذي يرفعُ يديهِ فيُكبرُ تكبيرةَ الإحْرامِ جهراً ويكبرُ المصلونَ خَلفهُ ثم يتبعهاَّ بسبعِ تكبيرات يقرأُ فيها الفاتحةِ وما تيسَّر ثم يصلي بالناسِ الرّكعةِ الأولى دونَ تسليم ثم يقوم للركعةِ الثانيةِ فيُكبرُ خمسَ تكبيراتٍ ويُكبر المُصلونَ خلفهُ كما فَعلوا في الركعةِ الأولى ثمَّ يُصلونَ الركعةَ الثانية ويختمونها بِالتشهدِّ والتسليمِ وبعد صلاةِ يخطب الإمامُ بخطبتينِ قَصيرتينِ يحثً الناس فيها على شكرِ اللهش تعالى وصلةِ الرحمِ والفرحِ بِما يُرضي اللهُ تعالى عنه.


*112*

أسئلةُ التقييم والتّقويم

- ما الغايةُ الأسْمى من وراءِ صلاةِ العيدين؟ --

- ما هوض حكمُ صلاةِ العيدين؟ --

- مَا التريخُ الهجري لكلٍ من:

أ. عيد الفطر؟ --

ب. عيدُ الأضحى؟ --

- اشْرَحوا كيفية صلاةِ العيدينِّ؟ --

- علَى من تَجِبُ صلاةُ العيدين؟ --

- أوردوا دَليلاُ شرعياً يُبينُ مشروعيةِ هذهِ الصّلاةِ؟ --


*113*

الأضحيةُ ومشروعيتها

تُعتبرُ الأضحية من الشعائرِ الدينيةِ عندَ المُسليمنَ بحيثُ تُذبحُ الأضاحي بعدَ صلاةِ عيدِ الأضحى المُبارك ويستمرُ ذلك إلى آخر يومٍ من أيامِ العي وقد شرعت الأضحيةً تكريماً لنبيِ اللهِ إبراهيم وابنهِ اسماعيل عليهما السلام بعدّ أن امرَ الله إبراهيم بذبحٍ ابنهِ الذي رزق به على كبرٍ فامتثلَ الابنً والابنُ لامرِ اللهِ طائعينَ حينا فدا اللهُ اسماعيل بكبشٍ وأمر إبراهيم بذبحهِ بدلاً عن اسماعيل وأقربَ السنةُ النبويةِ تلكَ الشعيرةِ وجعلتها مما يتقربُّ بهِ المسلمُ من ربهِ تخليداً لتلكَ الحادثةِ.

وكانتْ الأضحيةُ قدْ شرعت في السنةِ الثانيةِ للهجرةِ وهيّ سنةٌ مؤكدةٌ عن النبيِّ ويترتبُ فعلها الأجرُ العظيم.

ويُسنُ أن تقسم الأضحيةُ إلى ثلاثِ أثلاث فثلثٌ لأهلِ البيتْ وثلثٌ للجيرانِ والأقارب وثلثٌ يتصدقُ بهِ على المساكينِ والفقراء.

ما هِيَ شُروط الأُضْحِيَة:

أوّلاً. أن تكون الأضحية من الأنعام وهي الإبل أو البقر أو الغنم.

ثانياً. أن تكونَ الأضحية سليمة من الأمراض وخالية من العُيوب.

ثالثاً. أن تستوفي الاضحية سنّها المطلوب. ففي الإبل ما بلغ خمس سنوات، وفي البقر ما بَلَغَ سنتين، وفي الماعز ما بَلَغَ سنة، وفي الضأن ما بَلَغَ ستَّة شهور.

ومن أدِلّة الأضحية:

- قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَر) سورة الكوثر 2.

- سُئِلَ النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الأضاحي، فقال: (سُنة ابيكم ابراهيم). فقالوا: ما لنا فيها؟ قال: (بكلِّ شعرةٍ حسنةً) رواه التِّرمذيّ

- عنْ أنسِ بن مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ أن النبيَّ كان يُضحي بكبشينِ أملحينِ أقرنينِ ووضعَ رجلهِ على صفحتهما ويذبحهما بيدهِ رواهُ البُخاري.


*114*

أسئلةُ التقّييمِ والتقويم:

- ماذا نعني بالاضحيةِ؟ --

- مَا الحكمةُ منْ مشروعيةِ الأضحية؟ --

- يُريدُ أحمد أن يضحي متى يمكنه فعلُ ذلك؟ --

- أوردوا دَليلاً منَ القرآنِ الكريم وآخرِ من السنةِ النبويةِ يدُلانِ على مشروعيةِ الأضحية. --

- مَا الشروط التي يجبُ أن تتوفرَّ في الأضحيةِ؟ --


*115*

زكاةُ الزروعَّ والثّمارِ والمَواشي

ما هِيَ الزّكاة؟

الزَّكاة من أهمِ أركانِ الإسْلام وتكونُ بإخراجُ جزءٍ من المالِ الزائدِ عن حاجةِ المسلم لمستحقيِه منَ الفقراءِ والسماكينِ وغيرهم يطهرهُ وينميهِ ويباركُ ويحفظهُ من الزوالِ شريطة أن يبلغَ النّصاب المقدارَ المُحددِ وهذهِ العبادةُ هي بمثابة شكرٍ للهِ تعالى على فضلهِ وعطائهِ.

ومما يستوجبُّ الزكاة أيضاً المزروعاتِ والثّمارِ والأنعامِ فهذهِ المزروعات التي أنبتها الأرض ورعاها الإنسانُ تستوجبُ إخراجَ زكاتها وكذلكَ الأمرُ بالنسبةِ للأنعامِ والمواشي وهيَ الإبلُ والبقرَ والغنمَ وتجبُ الزكاةُ إذا استوفتْ شروطُ الزكاةِ.

شروط زكاة الأنعام هي:

أوَّلاً - إن تَبْلُغَ النّصاب الذي أقرّه الشّرع.

ثانياً - أن يمضي الهدف من هذه الأنعام سنةٌ كاملةٌ.

ثالثاً - أن يكون الهدف من هذه الأنعام التكاثر ودرّ الحليب وليسَ العمل كالحراثة والركوب.

نصابٌ زكاة الأنعام

1. الإبل نصابة خمسٌ، وأقلّ من هذا ليس فيه زكاة.

2. البقر نصابة ثلاثون، وأقلّ من هذا ليس فيه زكاة.

3. الغنم نصابة أربعون، وأقلّ من هذا ليسَ فيه زكاةٌ.


*116*

مقْدارُ زكاةِ الأنْعام:

- أنْ ملَكَ المسلمُ منَ الإبلِ خمساً فزكاتها شاةُ واحدةُ.

- إنْ ملكَ المُسلمُ منَ البَقرِ ثلاثين فزكاتُها عِجلٌ أكملُ السنةَ منْ عُمرهِ.

- إن ملكَ المُسلمُ مِنَ الغَنمِ أربعينَ فَزكاتها شاةُ أكْملتْ سنةً من عُمرها.

نصابُ الزكاة للمزروعات والثمار

مِقدارُ الزكاةِ الواجبِ في المزروعاتِ والثمار.

حَدَّدَ الشرعُ نصاب زكاة المزروعات والثمار، حيثُ وَرَدَ عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) أنّهُ قال: (لَيْسَ فيما دون خمسة أوسق صدقة) رواه البخاري.

إذاً فَنِصابُ الزكاة هو خمسة أوسق، وهي ما يقارب 653 كغم.

يقولُ النبيّ (صلى الله عليه وسلم): (فيما سَقَت الأنهار والغيم العُشرُ، وفيما سُقِيَ بالسّاقية نصف العشر).

نلاحِظُ فرقاً في المزروعات التي سَقَتْها الأمطار أو المزروعات التي سقاها الإنسان. إن سَقَتْها الأمطار فزكاتها العُشر (10 بالمئة)، وإن سُقيت بجُهدِ الإنسان فزكاتها نصفُ العُشر (5 بالمئة).


*117*

أسئلةُ التقييم والتقويم:

- ماذا نقصدُ بالزكاةِ؟ --

- مَا الحكمةُ من فريضةِ الزكاةِ؟ --

- اُذكروا فَرْقَيْن بين زكاة الأنعام وزكاة الزروع؟ --

- لماذا نَجِدُ فرقاً في نصاب الزكاة بين ما سَقَتْهُ السماء وبينَ ما سقاه الإنسان؟ --

- هناك شروطٌ يجب أن تستوفيها الأنعام لإخراج الزكاة. اُذكرها. --

- اُكتبوا في دفاتركم حديثين يُبَيّنان وجوب الزكاة على المزروعات والثمار. --

- ما هُوَ مِقدارُ الزكاةِ التي على خالدٍ إخراجهُ إذ يمتلكُ منَ البقرِ سبعينَ ومنَ الغنمِ ثمانين؟ --


*118*

الفصلُ الخامِسُ السيرةُ النبويَّةُ


*118*


*119*

الفصلُ الخامِس السيرةُ النبوية

1. دَرْسُنا الأوّل: الدّعوة الجهرِيّة جهراُ صفحة 120

2. دَرْسُنا الثاني: إيذاء النّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) وأصحابهِ صفحة 122

3. دَرْسُنا الثالث: إسلامُ عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) صفحة 124

4. دَرْسُنا الرابع: الهجرةُ إلى الحَبَشَة صفحة 127


*120*

الدعوةُ جهراً

لقدْ بعثَ الله عزَّ وجلَ نبيهُ محمداً عليه الصلاةُ والسلام إلى قريش في فترةِ كانت تخلو منها الرسالاتُ والشرائع وقد مرت الدعوةُ الإسْلامية في ذلك الوقتْ بعدد من المراحلٍ وذلك تمهيداً لتمكينِ الامةِ الإسْلاميةِ سراً كان لا بدَّ منَ الجهرِ بهذهِ الدعوةِ إلى اللهِ تعالى.

بَعْدَ ثلاث سنواتٍ من الدّعوة السّرية، لم يسلم المسلمون فيها من أذى قريش، فَدَخَلَ من الرجال والنساء والصِّبية من دَخَلَ، وقد بدأ الإسلامُ يَنْتَشِرُ في مكة، خاصة وأنّ الداخلين في الإسلام كانوا من أشراف مكّة ومن قبائل مختلفة.

فجاءت الدعوة الجهريّة لتكون مرحلة جديدة في مراحل الدعوة، حيثُ أَعلن الرسول (صلى الله عليه وسلم) دعوته فيما بقي المسلمون على سِرِّيتهم، وأمر الرسُول بأن يَجْهَرَ بدعوته وأن يبدأ بأقربائه بالتحديد، فَنَزَلَ قوله تعالى:

(وانذر عشيرتك الأقربين). سورة الشعراء 214

استجابَ النّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) لأمر الله عَزّ وَجَلّ جبل الصّفا وقد جَمَعَ النّاس وقال لهم:

أرأيتم لو أخبرتكم أنّ خيلاً تَخْرُجُ من سفح هذا الجبل، أكنتم مُصَدّقيّ؟

قالوا: نعم، ما جَرَّبنا عليك كذباً.

قال: فإني نذيرٌ لكم من عذابٍ شديد.

لكنّ قريش عارضت الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد أن دعاهم لعبادة الله عَزّ وَجَلّ وترك ما يعبدون وما ورثوه من آبائهم من أصنام لا تضرّ ولا تنفع، فَعادوهُ وآذوهُ وتمسّكوا بعبادة ما وجدوا آبائهم عليه، ومنهم أبو لهب الذي نزلت سورة (تَبّت يدا أبي لهب وتَب) سورة المسَد 1.

أما الرّسول (صلى الله عليه وسلم) فقد استمرَّ في دَعْوَتِهِ رغم الأذى الذي اشتدَّ عليه (صلى الله عليه وسلم) واستمر بهذه الدعوة الجهريّة في مكّة والتي امتدت عشر سنوات.


*121*

أسئلةُ التّقييم والتّقويم:

- مَا الغايةُ من قلبِ الدعوةِّ من دعوةٍ سرية إلى دعوةٍ جهرية؟ --

- كيفَ ردَّت قريش عندما جهرَ النبيُّ بدعوتهِ؟ --

- مَا الأسْلوب الذي اتّخذهُ النبيُ في دعوتهِ وكيفَ كان أثرُ ذلكَ على الدّعوة؟ --

- أوردوا الآية الكريمةِ التي أذنتْ للنبيِّ الكريمِ بالدعوةِ الإسْلامية. --

تَذكَّرْ

اسْتخدمَ النّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) أسلوب الإقناع والحكمة والموعظة الحسنة وهكذا يجب أن نتأسّى ونقتدي برسولنا الكريم.


*122*

إيذاءُ النبيِّ وأصحابهِ

لمْ يبعثَ اللهُ تَعالى نبياً إلى قومهِ من الأقوامِ إلا ولاقى هذا النبيًّ الصّعوبات في رحلتهِ الدعّوية فهذا مصير الوًحدينَ المؤمنينَ وهذهِ هي الطريقُ الوحيدةُ التي يسيرُ عليها العُظماء وأصحاب الأفكارِ الحرة الدّاعية إلى اللهِ فهوَ الذي أرسلهُ الله تعالى إلى النّاس كافة حتى يحررهم منْ عِبادةِ العِباد ويوجههم إلى عبادةِ ربِّ العِباد التي تكمنُ في الانصياعِ والسيرِّ علَى الطريقِ الذي رَسمهُ لنبيىدم اسمى معاني الحرية.

ومع هذا فقدْ وقف مشركو قريش ضد رسولِ اللهِ وضدّ دعوتهِ الشريفةِ بكلِ قوتهم وآذوهُ بكلِّ أنواعٍ الأذى هوَ منْ سارَ معهُ على طريقِ الخير والهدى.

لذا لمْ يرق لقريش أمرُ الرسالة التي جاءَ بها الرسول فحاولتْ صدهُ عن هذا الدينِ هو ومن معهُ بالقوةِ عن طريقِ إيذائهم وحرمانهم وترهيبهم لكن كل أساليبهم من أن يبلغوا الحق ويدعموا إلى عبادة الله تباركَ وتعالى وقدْ كان رد النبي على كلِّ إغراءاتهم بأنه قال واللهِ لوْ وضعوا الشمسَ في يميني والقمرَ في يساري على أن أتركَ الأمرَ ما تركتهُ حتى يُظهرَ اللهُ أو أهلكَ دونه.

فنرى قوة الإيمان المشعِّ عندَ النبيِّ وصحابتهِ الكرام رضي الله عنهم فازدادوا إيماناً وصبراً على أذى قريش.

منْ صُورِ إيذاءِ قريش للرسولِ وصحابتهِ:

- إيذاءُ الرسولُ بوصفهِ بأبشعِ الاوصاف وأسوئها بعد أن كان الصادق الأمين في قومه كان يوصف بأنه شاعر أو ساحر أو كاهن أو مجنون فكان يتعرضُ للسخريةِ والتشكيكَ في أهليتهِ وقدرتهِ على حملِ هذهِ الأمانةِ العظيمةِ وهذا من صورِ الإيذاءِ النفسي التي كان يتعرضُ لها النبي.

- مُساومته ومحاولة إغرائهِ بمغرياتِ الدُنيا كلها كالمالِ والجاهِ وما إلى ذلكَ وهذا منْ أشدِ انواعِ الإيذاء.

- حاولتْ قُريش خنقَ رسولِ اللهِ ذات مرهَ وهو قائمٌ يصلي إلى أن جاءً صديقهُ أبو بكرٍ الصديقِ رضي الله عنه وأبعدَ عنهُ أذاهم.

- مقاطعتهِ وقومهِ من بني هاشم في شعب أبي طالبٍ مما يتسببُ لهم وله بالجوعِ والطعشِ والضعفِ الشديدِ حيثُ دام هذا الحصارُ مدةً طويلةً من الزمنِ قدرتْ بثلاثِ سنوات.


*123*

أسئلةُ التقييم والتقويم:

- ما هو سببُ إيذاء قريش للنبيّ (صلى الله عليه وسلم) وأصحابِهِ؟ --

- ما هو سرّ صَبْرِ الصحابة والرسول (صلى الله عليه وسلم) على أذى قريش؟ --

- بيّنوا صورٍ الأذى التي تَعْرّضَ لها النبيّ (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه. --

- كيفَ كنتَ ستتصرّف لو كنت مكان أحد الصحابة وآذتك قريش؟ --

- علَى ماذا يدلُ الإصرارُ من قبلِ الرّسولِ وصحابتهِ في المضي قدماً مع الدعوةِ رغمَ إيذائهم؟ --

تَذكَّرْ

رغم كلّ المعاناة والعذاب والإيذاء والاضطهاد الذي تَعَرّض لَهُ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) والصحابة، إلّا أنَّهم كانوا صابرين مُحْتَسبين.

يقول تعالى:

(واصبروا على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً) سورة المزّمل 10


*124*

إسلامُ عمر بن الخطاب رضيَ اللهُ عنه

مَنْ هُو عمرُ بنْ الخطاب؟

هوَ الصحابيُ الجليلُ أميرُ المؤمنين وخليفة رسولِ الله الثني بعدَ أبي بكرٍ الصديق وهو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي المُلقبَ بأبي حفصٍ وكانت ولادتهُ بعد عامِ الفيلِ بثلاثةَ عشرَ سنةٍ أيْ قبلَ ثلاثينَ سنةُ من البعثةِ النبويةِ وقدْ كانَ رضي الله عنه ذو مكانةٍ عالية في قريش وكان شديداً علَى المُسلمون في بدايةِ الدعوةٍ الإسْلاميةِ ثم أسلمَ فرجاً وفتحاً للمُسلمين حتى أصبحوا يعبدونَ الله جهراً بعد الاستخفاء.

كانَ عُمر بنُ الخطّابِ (رصي الله عنه) رَجُلاً يهابُهُ النّاسُ، فقد كانَ شجاعاً وسّيداً في قومِهِ، وكانَ متمسّكاً بِشدّةٍ بدين الأوّلين. وقد دعا النبيّ (صلى الله عليه وسلم):

(اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ بأَحبّ هذين الرَجُلَيْنِ اليك، بأبي جهلٍ أو بعُمَر بن الخطاب، وقال: (وكان أحبّهما إليه عُمَر) رواه التَرمذي.

وتعود قِصّة إسلام عمر بن الخطّاب (رصي الله عنه) إلى ذلك اليوم الذي خرج فيه عُمَر حاملاً سيفه يريد القضاء على مُحَمَّد (صلى الله عليه وسلم). فيقابله رجلٌ ويسأله أين تريد يا عمر؟


*125*

فقالَ: (أريد أن أقتل مُحَمَّدًا الذي سبَّ آلهتنا وعابَ ديننا. وما كانَ من هذا الرّجُل إلا أن أخبره بأن أخته فاطمة وزوجها سعيداً بن زيد قد دخلا في الإسلام، فانطلق عمر مسرعاً إليهما وكانَ عندهما خباب بن الأرت يقرأ عليهما سورة طه، فخبّأت فاطمة الصحيفة فضربها عُمَرُ على وجهها إلى أن سالَ دمها، وعندها طَلَبَ عمر الصحيفة فرفضت أخته ذلك، وأعلمته بأنّه لا يمسّه إلا المطهرون). فقام عمر وأغتسل وقرأ قول الله تعالى:

(طه 1 ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى 2 إلّا تذكرةً لمن يخشى 3 سورة طه

فأسرع عمر إلى النّبيَّ وأعلن إسلامهُ وَجَهَرَ بهِ وكان حمايةً له وللمسلمين لما له من شأنٍ بين العرب، وكان هذا في السنة السادسة للهجرة.

أثرُ إسلامُ عمر بن الخطاب في الدعوةِ الإسلامية:

لقدْ فرحَ المسلمون بإسلامِ عمر فرحاً شديداً وكانت أولى كلمات عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي حاطب بها النبي الكريم قولهُ السنا على الحقِ يا رسولَ الله فأجابهُ النبي بلاَ فقال عمرُ ففيم الاختفاءُ فخرج المسلمون من دار الأرقم إلى البيتِ الحرام بكتيبتيم كتيبة يتقدمها عمرُ بن الخطاب والأخرى يتقدمها حمزة بن عبدِ المطلب ومنذُ ذلك الوقتْ والمسلمونَ يظهرونَ إسلامهم ويمارسونَ شعائرهُ أمامَ أعينِ المُشركينَ بلا خوفٍ أو وجلٍ أنى شاؤوا.


*126*

أسئلةُ التقييمِ والتقويم:

- اذْكروا بعض صفات عمر بن الخطاب (رضي الله عنه). --

- ماذا يمكن أن نتعلّم من قِصّة إسلام عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)؟ --

- ما هو دور فاطمة بنت الخطّاب في دخول أخيها عمر في الإسلام؟ --

- كيفَ كانَ أَثَرُ إسلام عمر بن الخطّاب على المسلمين وعلى مسيرةِ الدعوةِ الإسْلامية؟ --

نتذكرُ:

1. كانَ لإسلام عمر بن الخطّاب (رصي الله عنه) دورٌ مهمٌّ في كيفية استمرار دعوة النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) حيث بإسلامه أمِنوا على انفسهم أمام الناس وباتوا يصلُّون عند الكعبة لا يأبهون لقُرَيس.

2. لُقِّبَ عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) بالفاروق لأنَّه كان يُفرّق بينَ الحقِّ والباطل.


*127*

الهجرةُ إلى الحبشةِ

تعرضَّ النبي ومن آمن معهُ في بدايةِ الدعوةِ الإسلاميةِ إلى كثيرٍ من الأذى من قبلِ قريش وصناديدها وظهرت مظاهرُ التضييقِ في أكثر من جانبٍ من جوانبٍ الحياةٍ فمنهم من اوثق رباطه وحبس في بيتهِ ومنهم من عذّبُ حتى يعودَ عن دينهِ وعندما رأى النبي تلك المعاناة التي يعانيها المسلمون أذنَ لهم رحمة بهم الهجرة إلى الحبشة فأن بها ملكاً لا يظلم عندهُ أحد وهي أرضُ صدقٍ حتى يجعلُ الله فرجاً مما هم فيه.

لقدْ خَرَجَ المسلمون متسلّلين في الليل إلى تلك البلاد حتى لا تشعر بهم قريش فتتبَّعت قريش أثرهم ولكنّ المسلمين كانوا قد وصلوا إلى الحبشة، فأكرمهم النجاشيّ ملك الحبشة النُصرانيّ، وأذن لهم بالعَيْشِ في بلاده بسلام إلى أن يأذن الله لهم بالعودة، وكانت هذه أوَّل هجرة للمسلمين وكانَ عدد المهاجرين بضعة وثمانين.

ومن بين المهاجرين كان عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ورُقَيّة زوجته ابنة الرسول محمّد (صلى الله عليه وسلم) وعبد الرحمن بن عوف والزبير وعبد الله بن مسعود.

وعندما عرفت قريش بالأمر حاولت أن تؤثّر على النجاشيّ ملك الحبشة بأن يعيدهم إلى مكَة إلا انَّ النجاشيّ كانَ قَدْ وعد المسلمين بالأمن والحماية وكانَ لهم هذا.

نَتَعَلّم من الهجرة:

- أنّ علاقة المسلمين بغيرهم مبنيّة على التعاون والسَّماحة والمحبّة.

- أنّ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) كان شفوقاً ورحيماً بصحابته فأشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة.

- أنّ الصبرَ على البلاء والأذى مآلُهُ إلى الفرج عندما يكون في سبيل الله.


*128*

أسئلةُ التقييم والتّقويم:

- ما الدافعُ الرئيسيِّ لهجرة المسلمينَ إلى الحبشة؟ --

- كيف كان موقف النجاشيّ ملك الحبشة عندما لجأ إليه المسلمون؟ --

- لماذا رَفَضَ النجاشيّ إعادة المسلمين لقريش؟ --

- اُذكر ثلاثة من الصحابة الذين شاركوا بالهجرة إلى الحبشة. --

- كم كاَن عددُ الصحابةِ الذينَ هاجروا للحبشةِ في البدايةِ وكيفَ كان استقبالُ ملكِ الحبشةِ لهُم؟ --

- قيل أن الهجرةِ إلى الحبشةِ كانت تقطةُ تحولٍ في تاريخِ الإسْلامِ أبدوا رأيكم حولَ هذهِ النُقطة.--

للعمل البيتيّ:

عندما دار حِوارٌ بين المسلمين والنجاشي، وقد قرأ المسلمون عليهِ بعضاً من آيات سورة مريم بكى النجاشي.

لماذا بكى النجاشي؟ --

وعلى ماذا يدّل هذا الأمر؟ --


*129*

الفصلُ السَّادسُ التذَهيب


*129*


*130*

1. دَرْسُنا الأوّل: آدابُ المَسْجِدِ ومكانته صفحة 131

2. دَرْسُنا الثاني: الصُّحْبة الطيِّبة صفحة 134

3. دَرْسُنا الثالث: الحِلمُ والعَفو من آدابِ المُسلم صفحة 136

4. دَرْسُنا الرابع: صلة الرحم صفحة 139


*131*

آدابُ المسجدِ ومَكانته


*131*

تُعتبرُ المساجدُ بيوت اللهِ سبحانه وتعالى على الأرض لذلك جاءت الشريعةُ الإسْلامية لتولي المساجد اهتماماً خاصاً كما ندب النبي المُسلمين إلى بناءِ بيوتِ اللهِ بقوله منْ بنى مسجداً يبتغي به وجه اللهِ بنى الله له مثلهُ في الجنة رواهُ البخاري ومسلم وقد كان أول عملٍ يفعلهُ النبي الكريم بعدَ الهجرةِ النبويةِ المشرفةِ إلى المدينةِ وأهميةِ الدورِ الذي نقوم به وقدْ قال تَعالى: إنما يثعمر مساجدَ الله منْ أمنَ باللهِ وَاليومِ الآخرِ وَأقامَ الصَلاةَ وآتى الزَكاةَ ولمْ يَخْشى إلا اللهَ فعسى اولئكَ أنْ يكونوا منَ المُهتدين سورة التوبة 18.

المسجِدُ ركيزَةٌ أساسية في بناء المجتمع الإسلاميّ، وهو مكانُ عبادةٍ واجتماع للمؤمنين حيثُ تُصَلّى فيه الصلوات الخمس. وقد كانَ لفظ المسجدِ يُطْلَق قديماً على كل موضع على الارض يُسْجَدُ فيه لله تعالى، فقال النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) وجُعِلَت ليّ الأرض مسجداً وطهوراً.

ثمَّ اتَّسَعَ مفهوم المسجد وغايته فأصبح مكاناً لتلاوة القرآن ولإلقاء الدروس والمواعظ والإرشاد في أمور الإسلام والمسلمين.


*132*

المسجدُ مكانُ للتعبدِّ:

أكد الإسْلام على معنى عمارةِ المساجد بالذكرِ وإقامةِ الصلواتِ وتلاوةِ القرآنِ كما أكدَ على دورِ المساجدِ في حياةِ المُسلمين واعتبرَ الإسْلام منعَ مساجد من أداءِ دورها نوعٌ من التخريبِ لها قال تَعالى: ومنْ اظلمَ ممنْ مَنعَ مَساجدَ الله أن يُذكر فيها اسمهُ وسَعى في خرابها أولئكَ ما كانَ لهم أنْ يَدخلوها إلاّ خائفينَ لهمْ في الدُنيا خزيُ ولَهمْ مِنا عَذابٌ عظيم سورة البقرة 114

آداب المَسْجِدِ

المساجدُ هي بيوت الله وهي أشرفُ بقاع الأرضِ، ولها مكانة سامية في نفوسنا، لذا كان لا بُدَّ من آداب تَستَوجبُ الاتِّباعَ ممَّن يريد أن يدخلَ المسجد ومنها:

أوّلاً: نظافة الجسم والمَلْبَس والتطيُّب. فقال تعالى:

(يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكُلوا واشربوا ولا تُسرفوا إنهُ لا يُحبُ المسرفين سورة الاعراف 31

ثانياً: الدُّخول بالرجل اليُمنى للمسجد والدُّعاء بِ: (بسمِ الله، والصّلاة والسّلام على رسولِ اللهِ، اللهمَّ افتح لي أبوابِ رحمَتِكَ).

ثالثاً: الحِرْصُ على أن نُصَلّي ركعَتين تحيَّةً للمسجد عند الدخول.

رابعاً: التزامُ الهدوء وعدم رفع الصوت في المسجد.

خامساً: عدم الانشغال بأمور دنيوية داخل المسجد كبيعٍ وشراء وما شابه.

سادساً: المحافظة على نظافة المسجد.

سابعاً: الخروج بالرجل اليسرى من المسجد.

ثامناً: الدعاء من الخروج: (بسم الله إلى أخره اللهم افتح لنا أبواب فضلك).


*133*

أسئلةُ التقييمِ والتّقويم:

- ما هُوَ (المسجد)؟ --

- ما هو دور المسجد في حياتنا اليومية؟ --

- اُذكروا خمسة من آداب المسجد؟ --

- تحَدَّثوا عن شعوركم عند دخولك المسجد؟ --

- كيفَ يُغيرُ المسجدَ برأيكم من سلوكياتِ الناس؟ --

نتذكرُ:

عنْ ابي هريرة قال قال رسولُ اللهِ لا تُشدُ الرّحال إلا إلى ثلاثةِ مساجدٍ المسجد الحِرامَ ومسجدي هذا والمسجد الأقصى رواهُ البخاري ومسلم.

لذا يستدلُ من الحَديثِ الشريفِ بأنَ أفضلَ المساجدِ في الإسلامِ هي:

- المسجد الحرام (في مكّة).

- المسجد النبوي (في المدينة المنورة).

- والمسجد الأقصى (في القدس).


*134*

الصُحبةُ الصالحة

لقدْ خَلَقَ اللهُ الإنسانَ بفطرته كائناً اجتماعياًّ، يميل دائماً إلى الحياة المشتركة مع الآخر، فلا غنًى عن عيش الإنسان إلى جوارِ أخيه وصديقه وزميله. لكن ممّا حثّنا عليه الله ورسوله الكريم هو أن نُحْسِنَ اختيار هذا الصاحب لما له من أثر على حياتنا وخُلُقنا وسلوكنا.

وقد قالَ النبيّ (صلى الله عليه وسلم): (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل) رواه أحمد.

والصحبة الصالحة لها الأثر الطيّب في نفس من يلازمها، لذا علينا أن نُحْسِن ونجتهد في اختيار أفضل الأصدقاء.

عندَ اختيارِ الصّاحب لابدَّ أن نبحثَ عمنْ فيهِ صفاتٌ طيبةٌ:

- مخالفة الله ومحبتهِ ومحبة رسوله.

- أن يكونَ عاقلاً رشيداً لتستفيدَ من علمهِ وخبرته.

- أن يكونَ متصفاً بالأخلاقِ الحسنةِ.

- أن ناصحاً لك ومُحِبًّا للخير.

- أن يكونَ معيناً لك عند الحوائج.

- مسامحاً لك عندما تُخطئ.

فوائدُ الصُحبةِ الصّالحةِ:

التعاونُ علىَ الطاعةِ والعِبادةش: الصُحبة الصّالحة تُعينُ الشخص على تأديةِ العبادات والطاعاتِ والاقتداءُ بسنةِ النبي بينما تجذبُ الصحبة السيئة الشخص إلى فعلِ المعاصي وتقلل من همةِ الشخصِ على العبادةِ كما أن الصديقَ الخيرَ يُعاون صديقه ويرشده إلى طريقِ الخير والصلاح.


*135*

- النجاة يومَ القيامة ومن فزعه: أشارَ الله تعالى إلى ان الأخلاءَ معاً يومَ القيامةِ قال تَعالى: الأخلاءُ يومئذٍ بعضهمْ لبعضْ عَدواً إلا للمتقين 67 يا عبادَ لا خوفُ عليكم اليومَ ولا انتمْ تحزنون 68 سورة الزخرف 68-67

- المعاونة على مصائبِ الدهر: فالصديقُ الحقيقي والجيدُ هو الذّي يقفُ إلى جانب صديقه في لحظات الحُزن والمصيبة ويعاونه على تجاوز المرحلة.

- التعّرف إلى الناسِ الجيدين: تعريف الشخص على المزيدِ من الأشخاص الصّالحين والجيدينَ يوسعُ دائرة المعرفةِ الجيدةِ.

- الشعورُ بالراحةِ والطمانينةِ: عندَ التقربِ من هذا الصديق الخير يشعرُ الشخصُ انه إذا أدخله بيته وأمنه على أسرارهِ فإنه سيحتفظ هذهِ الأسرار ولن يخونه في مالهِ أو عرضهِ.

- زيادةٌ محبةِ اللهِ: سببِ قلةِ المعاصي التي تُرتكبُ مع مرافقةِ الناسِ الصالحين.

أسئلةُ التقييمَ والتقويم:

- ما دورُ الصاحبِ في حياتنا؟ --

- اُكتبوا حديثاً يدلّ على أهمِّيَّة اختيار أحسن وأخْيَر الأصدقاء وأفضلهم؟ --

- ما هي صفات صاحب السوء حسب رأيك؟ --

- ما هو واجب الصديق تِّجاهَ صديقه؟ --

- ما هِيَ مواصفاتُ صديقكم الذي تريدونه؟ --


*136*

الحلمُ والعفو

يَسعى الإنسانُ المؤمن دائماً إلى التحلّي بالأخلاق الحميدة والطيّبة، حتى يكون مُمَيَّزاً بين الناس في سلوكِهِ وأخلاقِهِ وصفاته، ومن هذه الصفات التي حثَّنا عليها الدين، الحِلم والعفوِ.

يقول تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن النّاس) سورة آل عمران.

ما هو الحِلْمُ: هو التمهّل والتريُّث والتّروِّي وضبط النفس عند الغضب.

ما هوَ العَفْوُ: هو التسامح وكفُّ الضّرر مع القدرة عليه.

لذا إن أساء إليك أحدٌ فاضبط نفسك وترَوّى ولا تغضب وعليك بالحِلْمِ والصبرِ، وابتغاءَ الأجر على ذلك.

وقد كان حِلم الرّسول (صلى الله عليه وسلم) واضحاً مع من حوله، فنتذكّرُ ذلك الموقف بعد فتح مكَّة مخاطباً أهلها: ما تقولون أنِّي فاعلٌ بكم؟ قالوا: خَيراً، أخٌ كريمٌ، وابنُ أخٍ كريمٍ، فقالً لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء. فيطلقهم رغم كلّ معاناة لحقت به وبأصحلبهٍ بسببهم.


*137*

نموذجٌ من حياةِ النبيِّ وصبرهِ وحلمهِ وعفوهِ

عنْ عائشة رضي الله عنها انها قالت لرسولِ اللهِ هل أتى عليك يوم وكان أشد من يومِ أحد؟ قالَ لقدْ لقيتُ من قومكِ ما لقيت وكان أشدُ ما لقيت منهم يوم العقبةِ إذ عرضتُ نفسي على اني ابن عبدِ يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقتُ وانا مهموم على وجهي فلمْ استفقْ إلا وأنا بقربِ الثعالب فرفعتُ رأسي فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلتني فنظرتُ إليها فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومكَ لك وما ردوا عليك وقد بعثَ إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبالِ فسلم عليَّ ثم قال يا محمد: فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال النبي بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم منْ يعبدَ الله وحدهُ لا يشرك به شيئاً رواهُ البخاري ومسلم.

تعلّمنا أن:

- من فائدةِ الحلم والعفو نيلُ الأجرِ من اللهِ عزّ وجل كما انها تُشير المحبة والتراحم بينَ الناس.

- تدلُّ هذهِ الصفات على حُسنِ المرءِ وحسنِ إيمانهِ.

- لابدّ من التأني وعدمِ التعجلِّ في تصرفاتنا وأن نضبطَ أنفسنا ونعفو ونغفر ونسمحَ ونحتسِب في ذلكَ الأجر عندَ اللهِ تعالى.


*138*

أسئلةُ التقييم والتقويم:

- ماذا نقصدُ بالصِّفتيْنِ (الحِلم) والعفو؟ --

- اُذكر نموذجاً من حياة النبيّ (صلى الله عليه وسلم) تبيّن مدى حلمه وعفوِهِ. --

- ما هي أهمِّيَّة الحِلم في حياة المجتمع؟ --

- تحدَّثوا عن موقفٍ حدث معكم حيث بدا منك الحِلم والعفو. --

- كيفَ سيكون حالُ مجتمعنا عندما ينتشرُ فيه التسامحُ والعفوَ برأيكم؟ --

نتَذَكَّرْ

يقول تعالى:

(وليَعْفوا وليصفَحوا ألا تحبُّون أن يَغْفِرَ الله لكم) سورة النور 22.

هذهِ الآية الكريمة هي خيرُ بشارةٍ لمنْ يعفو ويصفح.


*139*

صِلةُ الرحمّ

إنَّ صلة الرحم من أكثرِ ما دعا له الدينُ الأسْلامي فحببَ فيه وأشاد بمن يلتزم به فإن من يلتزم بصلة الرحمِ على أفضلِ وجه يكونُ قد وصل إلى درجةٍ عاليةٍ من الامتثالِ لأوامر اللهِ تعالى وارْتقى في الفضلِ والخيرِ ومنْ امتنعَ عن وصلِ رحمهِ فقدْ خسرَ الكثيرَ وفاتهُ فضلٌ عظيمٌ.

وقدْ أشارَ النبي إلى فضلِ صلةِ الرحم وواصلَ الرحمِ في العديدِ منَ الأحاديثِ النبويةِ الشريفةِ.

صلة الرحم في الاصطلاح:

أيْ الإحْسانُ بالقولِ والفعلِ إلى الأقارب الذين تجمعكم قرابة رحمٍ ويكونُ ذلكَ من خلالِ زيارتهم والسؤالُ عن أحوالهمْ وتفقدهمْ ومساعدةِ منْ يحتاجُ للمساعدةِ منهم والسّعي في تيسير مصالحهم وهذا واجبٌ على كلِ مسلمٍ خاصةً وأن الإسْلام قدْ نهى عن قطعِ الأرحام حيثُ قالَ الرسولُ لا يدخلُ الجنّة قاطعُ رحمٍ رواهُ مسلم.

وكثيرةٌ هيَ الأحاديثَ النبويةَ الشَريفةَ التي تَدعو إلى صِلَةِ الأرحامِ وحُرمةِ قطيعتها وإن دلّ ذلك على شيءٍ فإنمَّا يدلُّ على أهميةِ صلةِ الرحمِ في الإسْلامِ وعظمتها وضرورتها في تكاتُف المُجتمعاتِ وتماسكها وتعاضيدها وممّا جاءَ منَ الأحاديثِ الصحيحةِ حيثُ وردَ عنْ أيوبّ الأنصاري رضي اللهُ عنهُ أنَّ رَجُلاً قالَ للنبيِّ صلى الله عليهِ وسلم أخبرني بعملٍ يُدخلني الجنةَ قالَ ما له؟ وقالَ النبيُ صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم أربُ ما له تعبدُ اللهَ ولا تُشرك به شيئاً وتُقيم الصلاةَ وتؤتي الزكاة وتصلُ الرَّحم رواهُ البخاري.

لذا نرَى حرصِ الإسلام علَى حفظِ العلاقاتِ الطيبةِ بينَ النَاس والأقربونَ أولَى بهذا المعروف وبهذهِ الصلةِ ينالُ العبدُ رِضَى اللهُ تعالى.

نتذّكرُ:

يُعنى بالرَّحم أيْ أقربُ النّاس كإخوتنا وأخواتنا وعمَاتنا وخالاتنا وجدَاتنا لذا عَلينا أنْ نتفقدَهمْ ونزورهمُ ونُحسنَ إليهِم.


*140*

تعلَّمْنا أن:

- صلة الرحم سببٌ لدخول الجنّة. قال النّبيّ (صلى الله عليه وسلم):

الرحمُ معلقةٌ بالعرشِ تقول من وصلني وصلهُ اللهُ ومن قطعني قطعهُ الله رواه مسلم.

- صلة الرّحم من علامة ايمان العبد بالله وباليوم الآخر.

- صلة الرحم تزيدُ من رزقِ العبدِ حيثُ قال النبي من سرهُ أن يبسطَ له في رزقهِ أو يُنسأ له في أثرهِ فليصلْ رحمه رواهُ البخاري ومسلم.

- تزيد صلة الرّحم من المحبَّة والألفة بينَ الخَلْق.

أسئلة التقّييم والتقويم:

- ما المقصود ب (صلة الرَّحم)؟ --

- اُذكر آيةٌ وحديثاً يؤكّدان أهمِّيَّة صلة الرّحم. --

- ما هي فائدة صلة الرَّحمِ في الدنيا والآخرة؟ --

- ما هو مصير من يقطع رحْمَهُ؟ استدلّوا بدليلٍ من القرآنِ أو منَ السنةِ النبوية؟ --

انتهى الكتاب.